رسالة إلى شاب إخواني

موضوع: رسالة إلى شاب إخواني 25/1/2013, 1:43 pm

لا أعرفك، وربما تكرهني وترفض رؤية وجهى وحتى حروفي، لا يهم، المهم أن أخاطبك على أرضية من هدى رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلوات والتسليمات، يقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: ''كلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ'' (رواه مسلم)، كل المسلم، دمه وماله وعرضه، كل المسلم، ليس بعضه، كل المسلم ليس فئة ولا طائفة، كل المسلم، ليبرالي، سلفي، علماني، إخواني، اشتراكي، من ينزلون اليوم إلى ميادين التحرير، من يهتفون بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، هم إخوانك، هم من شاركتهم 18 ليلة بحلوها ومرها.

من ينزل اليوم ليس عدواً لك، وليس خصماً لك، ولا يكيد لك، من ينزل اليوم شباب طامح للحرية التي - أنت - صرخت في طلبها، وللعيش بآدمية كالتي دفعت ثمنها غالياً من إخوتك ''شهداء ومصابين''، يتنادون إلى عدالة، وقصاص، وكرامة، وكبرياء، ليس بينهم وبينكم ثأر كالذي يصورونه لكم في الأسر والكتائب، ليس بينهم وبينكم غل للذين آمنوا بالثورة من إخوانهم، الإخوان المسلمين، شركاء لا أعداء، لستم الإخوة الأعداء ولن نكون، ما من مصري شرب من نيل مصر حتى صار أخاً ولو لم تلده أمك.

أخاطبك خشية، وأخشى عليكم في مقاركم كما أخشى على المحتشدين في الميادين، هناك من يريدها ناراً تحرق الأخضر واليابس، ناراً وقودها الشباب والحجارة، حرباً أهلية لا تبقى ولا تذر، هناك من يتربص بالكل الدوائر، و''لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى''، والتقوى أن تعدلوا مع إخوانكم، هم يخرجون لشعارات لم تترجم، وأهداف لم تتحقق، وأماني عذاب، لا يخرجون كيداً، ولا يكيدون كيداً.

نفر في الأقبية المسحورة، يمكرون ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، واصبر نفسك يا أخي مع الذين يدعون رئيسهم للعدل والقصاص، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحكم والتمكين، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكر الوطن وفضل الجماعة، واتبع مرشده وكان أمره فرطا، ولا تكن خصيماً للذين ثاروا، وقالوا للوطن إنما نحن ثائرون.

لا تغضبك على إخوانك الذين انفجروا أشلاء في ميدان التحرير، يريدون الخلاص مما كنت - أنت - فيه، مما كنا - نحن - فيه، مما - هم - فيه، أنت أيضاً كنت تريد الخلاص من ربقة ظالمة طوقتك، أطبقت على أنفاسك، وأنفاسهم، وأنفاسنا، أزهقت من هولها النفوس، وتاهت من هولها العقول.

في تلك اللحظة الملهمة، حذار مما يدبر لكم في أقبيتكم، تخفت الخفافيش في ظلامها اليائس خلف البرواز الصدئ، خلف الجدار، فئران مذعورة، وتركتك وحيداً، وحيداً، وحيداً، وحيداً مشيعاً باللعنات في ميدان التحرير، هدفاً سهلاً، صيداً ثميناً، لنفوس غاضبة، كسرت القيود، فككت العقال، انطلقت لا تلوى على شيء سوى الانتقام ممن أذلوا أعناق الرجال، ذلة النفس أليمة لو تعلمون.

tongue

» حصريا الفيلم اللبنانى الممنوع من العرض ( عاشقة تحت العشرين ) للكبار فقط + 18
» The Suite Life of Zack and Cody الموسم الثالث
» مصحف مصورهدية للاعضاءبادربتحميلة على جهازك واختم القران
» مجموعة قصائد للشاعر الكبير نزار قبانى
» رسالة قلب