WORLD LAKE | منتديات بحيرة العالم | افلام عربي | افلام اجنبي | افلام هندى | اغاني | العاب | mp3
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتعريف نفسك الينا
بالدخول الي المنتدي اذا كنت عضو او التسجيل ان لم تكن عضو
وترغب في الأنضمام الي أسرة المنتدي

التسجيل سهل جدا وسريع وفي خطوة واحدة
وتذكر دائما أن باب الأشراف مفتوح لكل من يريد
ف
المنتدي بحاجة الى مشرفين

ادارة المنتدي
WORLD LAKE | منتديات بحيرة العالم | افلام عربي | افلام اجنبي | افلام هندى | اغاني | العاب | mp3
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتعريف نفسك الينا
بالدخول الي المنتدي اذا كنت عضو او التسجيل ان لم تكن عضو
وترغب في الأنضمام الي أسرة المنتدي

التسجيل سهل جدا وسريع وفي خطوة واحدة
وتذكر دائما أن باب الأشراف مفتوح لكل من يريد
ف
المنتدي بحاجة الى مشرفين

ادارة المنتدي
WORLD LAKE | منتديات بحيرة العالم | افلام عربي | افلام اجنبي | افلام هندى | اغاني | العاب | mp3
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

WORLD LAKE | منتديات بحيرة العالم | افلام عربي | افلام اجنبي | افلام هندى | اغاني | العاب | mp3

افلام عربى ، افلام اجنبى ، اغانى ، العاب ، برامج ، موبايل ، سيمزات ، نوكيا ، طرب ، منتديات بحيرة العالم ، DVD ، كرتون ، ستار ، mp3 ، arb ، world-lake.com ، افلام هندى ، افلام ممنوعه من العرض ، تعليم ، اشهار المنتديات ، استايل ، حصريا ، صور ، برنامج
 
الرئيسيةبوابة البحيرةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كتاب من عجائب الصد قة الجزء الأول (كتاب مفيد وجميل)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمزة القناوي

كتاب من عجائب الصد قة الجزء الأول (كتاب مفيد وجميل) Default5
حمزة القناوي


العمر العمر : 41
رقم العضوية رقم العضوية : 41307
عدد المشاركات عدد المشاركات : 1395
نقاط النشاط نقاط النشاط : 8012
التقييم التقييم : 67
الجنس الجنس : ذكر
من من : مصر
وسام البحيرة وسام البحيرة : كتاب من عجائب الصد قة الجزء الأول (كتاب مفيد وجميل) 2z8vlfl
كتاب من عجائب الصد قة الجزء الأول (كتاب مفيد وجميل) 6syvc410

كتاب من عجائب الصد قة الجزء الأول (كتاب مفيد وجميل) Empty
مُساهمةموضوع: كتاب من عجائب الصد قة الجزء الأول (كتاب مفيد وجميل)   كتاب من عجائب الصد قة الجزء الأول (كتاب مفيد وجميل) Icon_minitime28/10/2011, 10:34 pm

المقدمة

الحمد لله الذي له الفضلُ والشكرُ والثناء، أجزلَ للمتصدِّقين العطاء، ووعدهم بأحسن الجزاء، أحمده في السراء والضراء، والصلاة والسلام على سيد الأولياء وإمام الأتقياء، من كانت يده بالخير كالريح المرسلة بذلاً وعطاء، وعلى آله وصحبه الذين أنفقوا في الشدة والرخاء، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فإنَّ للصدقة أثرًا طيبًا، وحسنَ عاقبة على الفرد والمجتمع، ولم يحصل للقلب من سرور وطمأنينة وانشراح عند المتصدق، وإدخال السرور على الفقير، أحببت ذكر بعض فضائلها وشيئًا من كلام العلماء عنها، وقصصًا لمن تصدقوا فأخلف الله تعالى عليهم خيرًا – في القديم والحديث – راجيًا من الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
ولتعلم أن البعض قد يستشكل أمر الصدقة ويحسبه أمرًا ماليًا فحسب، وهو ليس كذلك لذا ذُكرَ بَيْنَ يديك جمعٌ من الأحاديث الواردة في فضل الصدقة وتنوُّعها، ولعلك تستنتج الكثير من هذه الأنواع والشروط والموانع وغيرها خلال قراءتك للآيات والأحاديث وكلام العلماء.

وإليك محتوى الكتاب:
1- المقدمة.
2- الآيات.
3- الأحاديث.
4- من كلام العلماء عن الصدقة.
5- القصص.
أ- قصص المتقدمين؟ وقد ذُكِرَتْ بمراجعها.
ب- قصص المتأخرين وقد حدثني بها من وقعت له، أو نقلاً عنه.
6- التراجم:
1- ذكرت تراجم لأغلب العلماء المذكورين في الكتاب مستقيًا ذلك من كتاب (سير أعلام النبلاء) للإمام شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفَّى سنة (748هـ) وقد أطلت في ترجمة البعض لفائدة تستفاد من المترجم، له وقد تجوزت في ذلك إذ لا تقل عن أهمية القصة.
وسبب الترجمة ما يلي:
1- أن بعض المؤلفين يحيل القارئ في التراجم للمصادر وقد لا توجد بين يديه أو يتكاسل في الرجوع إليها.
2- لأخْذ العبرة والفائدة من سيرهم وما تشمله من عبادات وحكم ونصائح وطرائف وقصص.
وأخيرًا, أسأل الله تعالى حسن العمل والنية الصادقة والعفو والعافية، اللهمَّ أعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأدم على بلادنا الأمن والاستقرار وسائر بلاد المسلمين، ووفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى يا كريم.
وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوك
خالد بن سليمان بن علي الربعي
العنوان
المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في الشقة
بريدة ص.ب (25076) الرمز البريدي (51321)
هاتف 063870006 فاكس تحويلة (14).



* * * *

أ- الآيات

1- قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: 245].
2- قال تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ [البقرة: 261 - 263].
3- قال تعالى: إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ [البقرة: 271، 272].
4- قال تعالى: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [البقرة: 274].
5- قال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [آل عمران: 133، 134].
6- قال تعالى: قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39].
7- قال تعالى: مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد: 11].
8- قال تعالى: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ [الحديد: 18].
9- قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ [التغابن: 16، 17].
10- قال تعالى: وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المزمل: 20].

* * * *

ب- الأحاديث

1- عن أبي هريرة  قال: جاء رجل إلى النبي  فقال: يا رسول الله، أيُّ الصدقة أعظم أجرًا؟ قال: «أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان»( ).
2- عن حذيفة  قال كنا عند عمر  فقال: أيُّكم يحفظ حديث الرسول  في الفتنة كما قال؟ قال: فقلت: أنا قال: إنك لجريء وكيف قال؟ فقلت: سمعت رسول الله  يقول: «فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يُكَفِّرُها الصيام والصَّدقة والأمر بالمعروف والنهيُ عن المنكر» فقال عمر: ليس هذا أُريد، إنما أريد التي تموج كموج البحر قال: فقلت: ما لك ولها يا أمير المؤمنين، إنَّ بينك وبينها بابًا مغلقًا قال: أَفَيُكْسَرُ الباب أم يُفْتَحْ؟ قال: قلت: لا، بل يُكْسَرُ قال: ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا قال: فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم كما يعلم أن دون غد الليلةَ، إني حدَّثته حديثًا ليس بالأغاليط قال: فهبنا أن نسأل حذيفة: من الباب؟ فقلنا لمسروق: سله فسأله فقال: عمر»( ).
3- عن أبي مالك الأشعري  قال: قال رسول الله : «الطُّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملأ – أو تَمْلآن – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كلُّ الناس يغدو فبائع نفْسَه فمعتقها أو موبقها»( ).
4- عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله  «من تصدَّق بعدل تمرة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – وإنَّ يتقبَّلها بيمينه ثم يُربيها لصاحبهِ كما يُربي أحدكم فَلُوَّة حتى تكونَ مثلَ الجبل»( ).
5- عن أبي أمامة  قال: قال رسول الله : «ابنَ آدم، إنك إن تبذل الفضلَ خيرٌ لك وإن تُمسكه شرٌّ لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليدُ العليا خير من اليد السفلى»( ).
6- عن أبي مسعود الأنصاري  قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال: هذه في سبيل الله. فقال رسول الله : «لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلُّها مخطومة»( ).

7- عن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: قال الله تعالى: «أنْفِقْ يا ابن آدم أُنْفِقْ عليك»( ).
8- عن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: «يقول العبد: مالي مالي، إنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أَوْ أعْطَى فَاقْتَنَى، وما سوى ذلك هو ذاهب وتاركه للناس»( ).
9- عن عدي بن حاتم  قال: قال رسول الله : «ما منكم من أحد إلا سَيُكلِّمه الله ليس بينه وبينه تَرْجُمان فينظرُ أيمنَ منه فلا يرى إلى ما قدَّم، وينظرُ أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظرُ بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتَّقوا النار ولو بشق تمرةٍ»( ).
10- عن أبي هريرة  قال: ضربَ رسول الله  مثل البخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جُنَّتان من حديد، قد اضطُرَّتْ أيديهما إلى ثُدِّيهمَا وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه، حتى تغشى أناملَه وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما همَّ بصدقة قلَصَت وأخذت كلُّ حلقة مكانَها قال: فأنا رأيت رسول الله  يقول بإصْبَعِهِ في جيبه «فلو رأيته يوسعها ولا توسَّع»( ).
11- عن أبي هريرة  عن النبي  قال: «سبعةٌ يُظلهم الله في ظله يوم لا ظلَّ إلى ظلُّه: إمامٌ عادل، وشابٌّ نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إنِّي أخاف الله، ورجلٌ تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلمَ شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه»( ).
12- عن أبي هريرة  أن النبي  قال: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهمَّ أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا»( ).
13- قال عبد الله قال النبي : «أيُّكم مُال وارثه أحبُّ إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا مالُه أحبُّ إليه قال: «فإنَّ مالَه ما قدَّم، ومالَ وارثه ما أخَّرَ»( ).
14- عن أبي هريرة  عن رسول الله  قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله»( ).
15- عن معاذ بن جبل  أنَّ النبي  قال: «... والصدقة تطفئُ الخطيئة كما يطفئ الماء النار»( ).
16- عن أنس بن مالك  قال: قال رسول الله  «إنَّ الصدقة لتطفئُ غضبَ الربِّ وتدفع ميتةَ السُّوء»( ).
17- عن عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاةً فقال النبي : «ما بقي منها؟» قالت: ما بقي منها إلا كَتِفُها. قال: «بقي كلُّها غير كتفها»( ).
18- عن عقبة بن عامر  يقول سمعت رسول الله  يقول: «كلُّ امرئ في ظل صدقته يومَ القيامة، حتى يفصل بين الناس أو قال: حتى يحكم بين الناس» قال يزيد: وكان أبو الخير لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كَعكة أو بصلة أو كذا ( ).
19- عن سعد بن عبادة  قال: قلت يا رسول الله، أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: «سقيُ الماء»( ).
20- عن سعيد أن سعدًا أتى النبيَّ  فقال: أيُّ الصدقة أعجبُ إليك قال: «الماء»( ).
21- عن عبد الرحمن بن بُجَيْد عن جدته أم بُجَيْدٍ وكانت ممن بايع النبي  أنها قالت لرسول الله : إن المسكين ليقوم على بابي فما أجد له شيئًا أُعْطيه إياه، فقال لها رسول الله : «إن لم تجدي شيئًا تعطيه إياه إلا ظِلْفًا مُحْرَقَا فادفعيه إليه في يده»( ).
22- عن أبي مسعود البدري  عن النبي  قال «إنَّ المسلم إذا أنفق على أهله نفقةً وهو يحتسبها، كانت له صدقةً»( ).
23- عن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: «خيرُ الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابْدأْ بمن تعول»( ).
24- عن حكيم بن حزام  عن النبي  قال: «اليدُ العليا خير من اليد السُّفلى، وابدأ بمن تعولُ، وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، ومن يَسْتَعِفَّ يعفه الله ومن يستغن يغنه الله»( ).
25- عن سعد بن أبي وقاص  عن النبي  قال: «إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجَه الله إلا أُجرت عليها حتى ما تجعلُ في فم امرأتك»( ).
26- عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي : «إذا أنفقت المرأةُ من طعام بيتها غير مُفسدَة كان لها أجرُهَا بما أنفقت، ولزوجها أجره بما كَسب، وللخازن مثل ذلك، لا ينقص بَعْضُهم أجرَ بعض شيئًا»( ).
27- عن أسماء رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله مالي مالٌ إلا ما أدخل علي الزبير فأتَصَدَّقُ؟ قال: «تصدَّقي ولا توعي فيوعِِي الله عليك»( ).
28- عن كُريب مولى ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها أَخْبَرتْهُ أنها أعتقت وليدَة ولم تستأذن النبي ، فلما كان يومها الذي يدور عليها فيه قالت: أشعرتَ يا رسول الله أني أعتقت وليدتي؟ قال: «أوَقد فعلت؟» قالت: نعم قال: «أما إنك لو أعطيتِها أخوالك كان أعظم لأَجرِكِ»( ).
29- عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقتهُ على أهلك: أعظمها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلك»( ).
30- عن سلمينا بن عامر  عن النبي  قال: «الصدقةُ على المسكين صدقة، وعلى ذي الرَّحم اثنتان: صَدَقة وصلة»( ).
31- عن أنس  قال: قال رسول الله : «ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقه»( ).
32- عن جابر  قال: قال رسول الله : «ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أُكِل مِنْه له صدقةٌ، وما سُرِقَ منه له صدقهٌ، وما أكل السَّبُعُ منه فهو له صدقةٌ، وما أكلت الطيرُ فهو له صدقة، ولا يرَزَؤُه أحدٌ إلا كان صدقة»( ).
33- عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي  قال: «على كل مسلم صدقة». قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: «يَعْتَمِلُ بيدَيْه فينفعُ نفسه ويتصدَّقُ». قال: قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: «يعينُ ذا الحاجة الملهوف». قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: «يأمرُ بالمعروف أو الخير». قال: أرأيت إن لَمْ يفعل؟ قال: «يمسكُ عن الشَّر فإنها صدقةٌ»( ).
34- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي  قال: «كلُّ معروفٍ صدقةٌ»( ).
35- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «كلُّ معروفٍ صدقة، وإنَّ من المعروفِ أن تلقى أخاك بوجه طَلْق، وأن تفرغَ من دلوكَ في إناء أخيك»( ).
36- عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله : «كلُّ سلامى من النَّاس عليه صدقةٌ كلَّ يوم تطلعُ فيه الشمس» قال: «تعدلُ بين الاثنين صدقةٌ، وتعين الرجل في دابته فتحملُه عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة»، قال: «والكلمة الطيبةُ صدقةُ، وكل خطوة تمشيها إلى الصَّلاة صدقةٌ، وتميط الأذى عن الطريق صدقةٌ»( ).
37- عن أبي ذر  أنَّ ناسًا من أَصْحَاب النبي  قالوا للنبي  يا رسولَ الله ذَهَب أهل الدُّثور بالأجور: يُصَلُّون كما نصلِّي،، ويصومون كما نصومُ، ويتصدقون بفضول أموالهم قال: «أو ليس قد جعل الله لكم ما تصَّدقَّوُن به؟ إنَّ بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وفي بضع أحدكم صدقة» قالوا يا رسول الله: أيأتي أحدُنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: «أرأيتم لو وضَعها في حرام، أكان عليه فيها وزرٌ؟ فكذلك إذا وضَعها في الحلال كان له أجرٌ»( ).
38- عن أبي هريرة  عن النبي  قال: «بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتًا في سحابة: اسق حديقة فلان، فتنحَّى ذلك السحاب فأفرَغَ ماءَهُ في حرة فإذا شَرْجةٌ من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كلَّه فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحوِّل الماء بِمِسْحَاته فقال له: يا عبد الله ما اسمُك؟ قال: فلان للاسم الذي سمع في السحابة، فقال له: يا عبد الله لم سألتني عن اسمي؟ قال: إني سَمعتُ صوتًا في السحاب الذي هذا ماؤُهُ يقول: اسق حديقة فلان لاسمك، فما تصنعُ فيها؟ قال: أما إذْ قلتَ هذا فإنِّي أنظر إلى ما يخرج منها فأتصدق بثلثه، وآكل أنا وعيال ثلثًا وأردُّ فيها ثلثه»( ).
39- عن عبد الله بن فروخ أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقولُ: إنَّ رسول الله  قال: «إنه خُلقَ كلُّ إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مَفْصل، فمن كبَّر الله وحمده الله وهلَّلَ الله وسبَّح الله واستغفر الله، وعزل حَجَرًا عن طريق الناس أو شوكةً أو عظمًا عن طريق الناس، وأَمَرَ بمعروفِ أو نَهى عن منكر عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامي، فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار»( ).
40- عن أبي هريرة  أن رسول الله  قال: «نعم الصَّدقةُ اللِّقْحَةُ الصَّفيُّ منْحَةً والشاةُ الصَّفيُّ منحةً، تغدُو بإناءٍ وتروح بآخَرَ»( ).
41- عن أبي هريرة  عن النبي  أنه نهى فَذَكَرَ خصالاً وقال: «مَنْ مَنَحَ مِنحْةً غَدَتْ بصدقةٍ وراحتْ بصدقةَ صُبوحَها وغبوقَها»( ).
42- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله : «أربعونَ خصلةً أعلاهنَّ منيحَة العنز، ما من عامل يعمَلُ بخصلة منها رجاءً ثوابها وتصديقَ موعودها، إلا أدخلهُ الله بها الجنةَ»( ).
43- عن أبي هريرة يبلغُ به «ألا رَجُلٌ يمنحُ أهل بيت ناقَةَ تغدو بعُس وتروحُ بعُسٍّ إن أجْرَهَا لعظيمٌّ»( ).
44- عن عبيد الله بن عبد الله أنه سمع أبا هريرة  عن النبي  قال: «كانَ رجلٌ يداين الناس، فإذا رأى معسرًا قال: لفتيانه: تجاوزوا عنْه لعلَّ الله أن يتجاوزَ عنا فتجاوزَ الله عنْهُ»( ).
45- عن عبد الله بن أبي قتادة أن أبا قتادة طلب غريمًا له فتوارى عنه ثم وجدَهُ فقال: إنِّي معسر قال: آلله؟ قال: آلله قال: فإني سمعت رسول الله  يقول: «مَنْ سره أن يُنجيه الله من كَربِ يوم القيامة، فلينفِّسْ عن معسر أو يضع عنه»( ).
46- عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله  «من يسرَ على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة»( ).

47- عن بريدة الأسلمي  عن النبي  قال: «من أنظر معسرًا كان له بكل يوم صدقَةٌ. ومن أنظره بعد حِلِّهِ كان له مْثلُهُ في كلِّ يوم صدقةٌ»( ).




* * * *


ج- من كلام العلماء عن الصدقة

* قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (فإنَّ للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو من ظالم بل من كافر فإن الله تعالى يدفعُ بها عنهُ أنواعًا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم، وأهلُ الأرض كلُّهم مقرُّون به لأنَّهم جرَّبوه)( ).
* وقال رحمه الله تعالى في أسباب شرح الصدر: (ومنها الإحسانُ إلى الخلق ونفعُهم بما يمكنه من المال والجاه والنفع بالبدن وأنواع الإحسان، فإن الكريم المحسن أشرحُ الناس صدرًا وأطيبهم نفسًا وأنعمُهم قلبًا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيقُ الناس صدرًا وأنكدهم عيشًا وأعظمُهم همًا وغمًا..)( ).
* وقال رحمه الله تعالى: (... بل ها هنا من الأدوية التي تشْفي من الأمراض ما لمْ يهتد إليها عقولُ أكابر الأطباء، ولم تصل إليها عُلومُهم وتجاربهم وأقيستهم من الأدوية القلبية والروحانية وقوة القلب واعتماده على الله تعالى والتوكل عليه والالتجاء إليه والانطراح والانكسار بين يديه والتذلَّل له الصدقة والدعاء والتوبة والاستغفار والإحسان إلى الخلق وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب، فإن هذه الأدوية قد جرَّبْتها الأمم على اختلاف أديانها ومللها، فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم أعلم الأطباء ولا تجربته ولا قياسه، وقد جرَّبنا نحن وغيرنا من هذا أمورًا كثيرةً ورأيناها تفعلُ ما لا تفعل الأدوية الحسية...)( ).
* وقال رحمه الله تعالى: (كان  أعظم الناس صدقةً بما ملكت يدهُ، وكان لا يستكثر شيئًا أعطاه لله تعالى ولا يستقلُّه، وكان لا يسألُه أحدٌ شيئًا عنده إلا أعطاه قليلاً كان أو كثيرًا، وكان عطاؤه عطاء مَنْ لا يخافُ الفقر، وكان العطاءُ والصدقةُ أحبَّ شيء إليه وكان سرورُه وفرحُه بما يعطيه أعظمَ من سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجود الناس بالخير يمينه كالرِّيح المرسلة، وكان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه تارةً بطعامه وتارةً بلباسه، وكان ينوِّع في أصناف عطائه وصدقته فتارةً بالهبة وتارةً بالصدقة وتارة بالهدية وتارة بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعًا كما فعل ببعير جابر، وتارةً كان يقترض الشيء فيرد أكثر منه وأفضل وأكبر، ويشتري الشي فيعطي أكثر من ثمنه، ويقبل الهدية ويكافئ عليها بأكثر منها أو بأضعافها تلطُّفا وتنوُّعا في ضروب الصدقة والإحسان بكلِّ ممكن، وكانت صدقُته وإحسانُه بما يملكه وبحاله وبقوله فيُخرجُ ما عنده ويأمر بالصدقة ويحضُّ عليها ويدعو إليها بحاله وقوله، فإذا رآه البخيلُ الشحيح دعاه حاله إلى البذل والعطاء وكان مَنْ خالَطَهُ وصحبَه ورأى هديه لا يملك نفسه من السماحة والندى، وكان هديه  يدعو إلى الإحسان والصدقة والمعروف ولذلك كان  أشرحَ الخلق صدرًا وأطيبَهم نفسًا وأنعمهم قلبًا، فإن للصدقة وفعل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شرح الصدر، وانضاف ذلك إلى ما خَصَّه الله به من شرح صدره بالنبوة والرسالة وخصائصها وتوابعها وشرح صدره حسًا وإخراج حظِّ الشيطان منه)( ).
قال الأصمعي: حدثنا هشام بن سعد صاحب المحمل: عن أبيه قال: قال حكيم بن حزام: (ما أصبحتُ وليس ببابي صاحبُ حاجة، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها)( ).
عن الحسن قال: رأى الأحنف في يَد رجل درهما فقال: لمن هذا؟ قال: لي قَال: ليسَ هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر وتمثل: أنت للمال إذا أمسكته وإذا أنفقته فالمال لك ( ).
قال الشيخ عطية محمد سالم رحمه الله تعالى عن الصدقة والتصدق: (فلا يقتصرُ على المال وما يقوَّمُ بالمال بل يشمل كل عملٍ صالح؛ من طيب الكلمة وبشاشة الوجه وإعانة الرجل على دابته ومعاونته على حمل متاعه عليها، وإنظار المعسر صدقة والتخفيف عنه، بل قد تكون العبادة لله تعالى صدقة يتصدق بها العبدُ على أخيه المسلم كالذي جاء والناسُ قد صلوا العصر فقال : «من يتصدق على هذا فيصلِّي معه؟» أي: من يعيدُ الصلاة معه فتصدَّق عليه أبو بكر ، فمن أحكامها الآتي:
1- أن تكون طيبةً ومن كسب طيبٍ، ولعل أوَّل أثرِ من آثار هذا النوع أنه يعوِّد الإنسان كسبَ الحلال وأكله. ومن البديهي أن الإنسان لا يقرِّب إلى الله شيئًا يبتغي مرضاته إلا إذا كان هذا الشيء طيبًا عند الله تعالى وإلا لكان بتقديمه غير الطيب جالبًا على نفسه سخط الله تعالى والله غنيٌّ عن ذلك وعن غيره.
2- أن تكون الصدقة عن ظهر غنى؛ لأنه لا ينبغي للإنسان أن يتصدق بما تطلَّعُ إليه نفسه ويحتاجُه حتى لا يوقع الملامة في نفسه، والغنى قسمان:
أ- غنى مادِّيٌ: بأن يكون مستغنيًا بفضل ماله عما تصَدق به هو ومن يعول ولوازم حياته، وهذا القدر لعوام الناس وقد يشاركهم فيه الحيوانات، لأن الحيوان لا يمنع طعامه إذا شبع أما في حالة الجوع فإنه يدفع من شاركه طعامه حتى الحيوانات الأليفة من بهيمة الأنعام.
ب- غنى معنوى: وهو غنى النَّفس ولو كان طاويًا، وهذا النوع لخواص الناس. كما امتدح الله تعالى الأنصار بالإيثار على النفس.
وبما أن هذا القسم لا إلزام فيه ولا حدَّ وإنما هو متروك لقوة صلة العبد بالله تعالى ورجائه لفضل الله فإن أفضل أنواعه ما كان أقرب إلى النفس وأحبَّها إليها. كما جاءَ في أفضل الصدقة عند الله تعالى قال : «أنفسُها عندَ أهلها» وقد جاء عن عمر  أنه أهدى جملاً في أنفه حلقة فضةٍ من أكرم أنواع الإبل كان قد أعطي فيه ثمانين بعيرًا. ولما سئل عن ذلك وقيل له: كان يكفيك غيره قال: أردتُّ إغاظة المشركين. وفي هذه الحالة تكون الصدقة أعلى منزلة وأعظم قدرًا وأبلغ أثرًا في النفس، وأقوى دلالة على صدقه مع الله تعالى. يعتبر فضل الصدقة بالكيفية والصورة التي تقع بها من سماحة النفس ورغبة الإحسان لا بالكثرة والمظهر. وقد يدرك العبدُ بالنية الصَّالحة ما يحصُل للمتصدق بالمال الكثير، كما جاء في حديث أبي كبشة الأنماري  أنه سمع النبي  يقول: «ثلاثٌ أقسم عليهنَّ...» إلى أن قال: «وأحدِّثكم حديثًا فاحفظوهُ. قال: إنما الدنيا لأربع نَفَر: عبد رزقه الله مالاً وعلمًا فهو يتقي فيه ربَّه، ويصل فيه رحمه، ويعلم أنَّ لله فيه حقًا، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان فهو بنيته، فأجرهما سواء وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقه علمًا فهو يخبط في ماله بغير علم ولا يتَّقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقًا فهو بأخبث المنازل، وعبد لم يعطه الله مالاً ولا علمًا فهو يقول: لو أنَّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيَّته، فوزرهما سواء» فقد أدرك صاحب النية الحسنة من الفضل والمنزلة مثل ما أدركَهُ صاحب المال الذي يعرف حق الله تعالى فيه ويصلُ به رحمه.
وأما مصارف الصدقة: فلَيْسَ لمصرفها من حدود ولا تعين؛ فيجوز صرفها في مصارف الزكاة؛ لأنها تطوُّع وحيث وضعتها صادفت محلاً. وتزيد مصارفها عن مصارف الزكاة فتشمل جميع أنواع أبواب الخير التي لم تذكرْ في مصارف الزكاة؛ من صلة الرحم والتَّوسعة على الأيتام والأرامل والمعوزين وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات والقناطر والصَّدقات الجارية من سقي الماء وتوريث مصحف وغرس نخل وبناء مسكنٍ لمنقطعين وما لا يمكن حصرهُ من هذا القبيل.
وأما آثارها: فإن أثَرها يشملُ الغني والفقير فتكون متجددة الأثر في نفوس الأغنياء بالطهر والتزكية قال تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا [التوبة: 103].
هذا النص القرآني الشامل للفرض والنفل – وهو في الفرض أسبق للتكليف بالأخذ – يشير إلى ألأثر العظيم النفسي والماليِّ، ففي النفس تطهيرُها من الجانبين؛ جانب الغني المنفق عَنْ أدران الشحِّ ورذيلة البُخل ووصمة القسوة وانعدام العاطفة والكتاب البَذْل والكرم واللين والعطف على المحتاجين والتعاطُف مع المجتمع بجميع طبقاته. وجانب الأخذ من غريزة الحق ونار الحسد وما يترتب على ذلك، وتزكية المال بالنماء والزيادة، فهي عامل مشترك تطهر النفس والمال من كل رذيلة، وتزكي النفس والمال بكل فضيلة)( ).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب من عجائب الصد قة الجزء الأول (كتاب مفيد وجميل)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب من عجائب الصدقة الجزء الثاني (كتاب مفيد وجميل )
» من عجائب الدعاء الجزء الأول (كتاب مميز ومفيد جدا جدا)
» من عجائب الدعاء _ الجزء الثانى(كتاب مميز ومفيد جدا جدا)
» معاناتي مع الشهوة (كتاب هام ومفيد للشباب)(بقلم زيد بن محمد) (الجزء الأول)
» وهم الحب (كتاب مميز رؤية علمية وشرعية للحب وأثارة المختلفة) (الجزء الأول)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
WORLD LAKE | منتديات بحيرة العالم | افلام عربي | افلام اجنبي | افلام هندى | اغاني | العاب | mp3 ::  :: القسم العام-
انتقل الى: