ويرى الدكتور صالح الصقير استشاري الطب الباطني وباحث في تاريخ الأوبئة في نجد، أن ما حدث في نجد عام
1337 هـ ما هو إلا إنفلونزا الخنازير، وهو امتداد لجائحة عالمية قضت على 40 في المائة من سكان العالم
آنذاك، وقال الدكتور الصقير: "هناك دوائر علمية وأبحاث تؤكد ذلك وهو ما حدث عام 97 من تحليل جثة تعود
لتلك الفترة ووجد الفايروس h1n1 فايروس إنفلونزا الخنازير"، وأضاف الدكتور كانت انطلاقة الوباء في ذلك
العام من أمريكا رغم إلصاق المرض في إسبانيا وتسميتها باسم الحمى الإسبانية.
وقال الصقير المتتبع لتاريخ إنفلونزا الخنازير في ذلك الوقت: "يعرف كيف انتقل من أمريكا عبر المحيط ليصل
إلى فرنسا ومن ثم إسبانيا التي فقدت ثمانية ملايين من سكانها في تلك الفترة".
وحول انتقاله للجزيرة العربية ونجد وهو ما عرف باسم "سنة الرحمة" أضاف الصقير: "من خلال اطلاعي
على ما كتبه المؤرخون حول سنة الرحمة ومعرفة إحصائيات حول الوفيات في نجد، حيث يقول أحد الباحثون
وهو إبراهيم العبيد مؤلف تاريخ أولى النهى والعرفان في الجزء الثاني في الصفحة رقم (243) :" سنة
الرحمة حيث يؤرخ أهل نجد بها وقع فيها الطاعون والعياذ بالله، وهلك بسببه في قلب الجزيرة العربية ألوف من
الأنفس البشرية، وكان عظيما، وفشا المرض في الناس وقل من يسلم منه، وهذا المرض عبارة عن جراثيم
قتالة لا تدركها العيون المجردة، ولقد وقع هذا الوباء في بداية هذه السنة عام 1337هـ، وكان عاما في نجد
والأحساء والخليج والعراق واستمر ثلاثة أشهر والعياذ بالله، وبسببه هجرت مساجد وخلت بيوت من السكان،
وهملت المواشي في البراري، فلا تجد لها راعيا وساقيا، فكان يصلى في اليوم على 100 جنازة بسبب هذا
المرض، ولقد تكسرت النعوش، وجعلوا عنها عوضا الأبواب لحمل الموتى، فكان المحسن في ذلك الزمن من
همه حفر القبور والنقل إليها، ولقد توفي في هذا الوباء الأمير تركي بن عبد العزيز آل سعود".
وقال الصقير في حديثه للاقتصادية: "من خلال ما كتب حول المرض لم تكن الفيروسات معروفة، ولذا سمي
بالطاعون وهو مرض أصاب نجد قبل المرض بـ61 عاما، لذا سمي بالطاعون افتراضا نظرا لكثرة الموتى،
وحتى على المستوى العالمي لم يكن علم الوراثة معروفا، حيث تم تصنيفه بأنه إنفلونزا بعد 12 عاما من تاريخ
الجائحة العالمية".
وحول المرضى الحالي قال استشاري الطب الباطني وباحث في تاريخ الأوبئة في نجد،: "هو مرتبط بالخنازير
بشكل مباشر، مبينا أن موقع منظمة الصحة العالمية يحمل على صفحاته قصة الراعي الكندي الذي نقل المرضى
لخنازيره بعد زيارته للمكسيك وهي حالة نادرة لم يتم نقل الفيروس من الإنسان إلى الحيوان، حيث شكل الإنسان
دائرة مع الخنزير لنقل المرض، مبينا أن الفيروس انتقل من الخنزير إلى الإنسان ليعود مجددا إلى الخنزير عبر
الإنسان، وهذا نادر الحدوث في الفيروسات الأخرى، كما أنه لا ينتقل إلى حيوانات أخرى، وهذا يدل على
خصوصيته بالخنزير"، وزاد: "إن جهات حاولت تغيير اسمه خوفا من أضرار اقتصادية تتسبب لتجار لحوم
الخنازير، حيث حاولت جهات أمريكية بتسميته الحمى المكسيكية، إلا أن الاقتراح قوبل بالرفض من قبل
المكسيكيين ليتم تسميته على الموقع الخاص بمنظمة الصحة العالمية A/H1N1 والتغيير موجود على الصفحة
الأولى".
يقول الله تعالى عن هذا الخنزير ( فإنه رجس )
فهو مرتع خصب لأكثر من 450 مرض وبائي
حفظكم الله سالمين معافين