حمزة القناوي
العمر : 42 رقم العضوية : 41307 عدد المشاركات : 1395 نقاط النشاط : 8200 التقييم : 67 الجنس : من : وسام البحيرة :
| موضوع: هكذا هزموا اليأس (9) (كيف تقاوم اليأس والأحباط والأكتئاب) 10/4/2012, 6:19 pm | |
|
اللهم إليك أشكو قلة حيلتي خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الطائف، يلتمس النصرة من ثقيف، والمنعة بهم من قومه رجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عز وجل، ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، عمد إلى نفر منهم، هم يومئذ سادة ثقيف وأشرافهم فجلس إليهم ودعاهم إلى الله وكلمهم بما جاءهم به من نصرته على الإسلام والقيام معه على من خالفه من قومه، فقال له أحدهم: لئن كنت رسولاً من الله كما تقول؛ لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام, ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك. فقام رسول الله من عندهم وقد يئس من خير ثقيف فأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به, حتى اجتمع عليه الناس وألجئوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، فعمد إلى ظل حبلة من عنب فجلس فيه، فلما اطمأن قال عليه السلام:- «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس يا أرحم الراحمين, أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل سخطك, لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك». فلما رآه ابنا ربيعة، عتبة وشيبة وما لقي؛ تحركت له رحمهما، فنادا غلاما لهما نصرانيا يقال له عداس فقالا له: خذ قطفا من هذا العنب فضعه في هذا الطبق, ثم اذهب به إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه. ففعل عداس ووضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: كل فلما وضع فيه يده قال: بسم الله، ثم أكل، فنظر عداس في وجهه ثم قال: والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس وما دينك؟» قال: نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟» فقال له عداس: وما يدريك ما يونس بن متى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك أخي، كان نبيا وأنا نبي». فأكب عداس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل رأسه ويديه وقدميه فقال ابنا ربيعة أحدهما لصاحبه: أما غلامك فقد أفسده عليك. فلما جاءهما عداس قالا له: ويلك يا عداس مالك تقبل رأس هذا الرجل ويديه وقدميه؟ قال: يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا، لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي. هذا النبي الحبيب الذي لاقى يوم الطائف من شدة الضيق وقسوة اللقاء من قبائل ثقيف ما جعله يتذكر هذا اليوم كأشد يوم مر عليه في دعوته للقبائل.. فتح الله على يديه كنوز كسرى وقيصر وعم دينه مشرق الأرض ومغربها. وأصبح دينه هو الناسخ لما قبله من الأديان... فهلا تمعنت أيها القارئ بسيرة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات وأتمها وقلت صادقا (فداك أبي وأمي يا رسول الله).
الملاح
كان يحيى النحوي ملاحًا يعبر بالناس في سفينته من ضفة لأخرى، وكان يحب العلم كثيرًا فإذا عبر معه قوم من دار العلم والدرس التي كانت بجزيرة الإسكندرية، أخذوا يتحاورون فيما مضى لهم من الدروس ويتفاوضون، فكان يسمع كلامهم فتهش نفسه للعلم، فلما قوي رأيه في طلب العلم فكر في نفسه وقال: قد بلغت نيفا وأربعين سنة، وما ارتضيت بشيء، ولا أعرف غير صناعة الملاحة، فكيف يمكنني أن أتعرض لشيء من العلوم. وفيما هو يفكر إذ رأى نملة قد حملت نواة تمرة وهي دائبة تصعد بها، فوقعت منها فعادت وأخذتها، ولم تزل تجاهد مرارًا حتى بلغت بالمجاهدة غرضها. فقال: إذا كان هذا الحيوان الضعيف قد بلغ غرضه بالمجاهدة والمناصبة, فالأحرى أن أبلغ أنا أيضًا غرضي بالمجاهدة والمناصبة. فخرج من وقته وباع سفينته ولزم دار العلم وبدأ يتعلم النحو واللغة والمنطق، فبرع في هذه الأمور، لأنه أول من ابتدأ بها، فنسب إليها واشتهر بها. ماذا يعشق اليابانيون؟ *اليابانيون يعشقون كلمة (قامباروا) Gambaru لأنها تعني عندهم المثابرة والاستمرار أو بذل المرء قصارى جهده. *كان عمر بن عبد العزيز يقول: (إن لي نفسا تواقة، تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، وتاقت إلى الإمارة فتوليتها، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها، وقد تاقت نفسي إلى الجنة، فأرجو أن أدخلها، إن شاء الله عز وجل). اعمل ليتحقق حلمك جميل منك أن تحلم، ولكن ماذا ستعمل ليتحقق حلمك؟؟ *يتعرض الطفل الصغير (رون سكانلان) لحادث سيارة ويقوم الأطباء بمحاولة إنقاذ حياته ولكنة يصاب بالشلل التام من الوسط وحتى قدميه، كان لا بد عليه أن يجلس على كرسي المعوقين طوال حياته.. هكذا كان قدره لم يجلس يندب حظه ولم يصطدم مع القدر, لكنه شعر أن لدية أطرافًا أخرى تتحرك، قدرات يستطيع أن يستغلها، عطايا أخرى أبقاها الله له ليستمتع بها.. فماذا فعل؟؟ لقد حاول الاشتراك في عدة نوادٍ لممارسة رياضة الكاراتيه ولكنه رفض بسبب حالته الجسمانية، وأخيرًا وافق مدرب (الكونج فو) على تدريبه وكان رون سكانلان أول من يحضر إلى التدريب وآخر من يغادر الصالة، وداوم على التدريبات، وتقدم في هذه اللعبة حتى حصل على الحزام الأسود... كان قويًا جدًا ويستعمل يديه والكرسي الخاص به؛ لهزيمة أي منافس.. وعندما بلغ عمره 37 عاما وصل لأعلى المستويات وأصبح هو نفسه معلمًا وفتح مدرسته الخاصة لتعليم الكونج فو. *وخزة:
إن الإعاقة هي أن تصدق أنك معاق, فابن سيده يؤلف كتابة (المخصص) وهو أعمى ويقع كتابه في 17 مجلدًا كل جزء قرابة 300 صفحة، بها من أصول اللغة وخصائصها ونواحي اتصاله بالحياة ما جعله قبلة اللغويين في العصور المختلفة. يا له من إصرار وأمل..! خبير الدراجات دومينيك ماكفي، كان في الثالثة عشرة من عمره وكان ذات يوم يتصفح مواقع إنترنت، بحثًا عن موقع شركة بطاقات الائتمان الشهيرة "فيزا"، فكتب حروف موقعها خطأ، viza بدلاً من visa. هذا الخطأ در عليه فيما بعد عوائد مالية قدرها 5 ملايين دولار. خطؤه هذا جعله يهبط على موقع شركة أمريكية متخصصة في تصنيع عجلات السكووتر scooters التي يمكن طيها وحملها بسهولة، ومثل أي فتى في عمره فلقد أراد واحدة منها بدرجة كبيرة، لكنه لم يكن هو أو والديه ليتحمل نفقات شراء واحدة منها. أظهر دومينيك أمارات النبوغ، إذ أرسل رسالة إلكترونية إلى الشركة يخبرها أنه يستطيع بيع الكثير من هذه الدرجات في موطنه إنجلترا، فقط لو أرسلوا له واحدة مجانًا بالطبع رفضت الشركة الأمريكية، لكنها كانت من الذكاء التسويقي بحيث أخبرت دومينيك أنه لو اشترى خمس دراجات منها، فستعطيه الشركة السادسة مجانًا، لم يضع دومينيك الوقت، إذ عمد إلى توفير المال حتى جمع ما يكفي لشراء الخمس، عبر شراء الأسهم والسندات وبيع مشغلات الأقراص الصوتية المصغرة لأصدقائه وزملائه ومعارفه. حصل دومينيك على دراجاته الخمسة، والسادسة الأخرى المجانية، والتي سعد بها جدًا، لكنه عرف أن عليه بيع أولئك الخمسة بسرعة، وهو ما فعله خلال أسبوع واحد، لأصدقائه وأفراد عائلته، وفي الأسبوع التالي باع عشرة منها، واستمر على هذا الحال من وقتها، فهل شكل السن الصغير عائقًا أمام الشاب اليافع؟ بالطبع لا، فدومينيك كان مطلق اللسان مفوهًا، فباع الكثير عبر استعمال الهاتف، كما أنشأ موقعًا له على الإنترنت سرعان ما أصبح متوسط زواره يوميا 30 ألف زائر، وقد باع قرابة 7 مليون دراجة عبر موقعه، وأربع ملايين أخرى عبر القنوات الأخرى! فيما بعد رأى دومينيك أن بإمكان كل شخص في العاصمة لندن أن يذهب إلى عمله على متن دراجة مثل هذه، وكذلك كل قائد سيارة؛ إذ أن الاختناقات المرورية اللندنية كانت العادة وخلافها من النوادر، كل ما فعله بعدها هو نشر رؤيته هذه بين الناس. أثناء فترات راحة الغذاء اليومية في مدرسته، اعتاد دومينيك الذهاب إلى محطة قطار الأنفاق ليفربول، لتطارده الشرطة بسبب توزيعه لمنشورات دعائية بين جمهور الركاب، والتي كان يلقيها بينما يمضي مسرعًا على متن دراجته السكووتر، في أول الأمر، باع دومينيك الكثير من دراجاته للموظفين التنفيذيين على أنها أدوات لهو وتسلية، لكن فيما بعد بدأ الناس في استعمالها للوصول لأماكن عملهم بسرعة. ورغم صغر سنه النسبي (19سنة) لكنه يعمل اليوم خبير أعمال لشركة نشر، ويعكف حاليًا على كتابة قصة يتناول فيها تجربته كرجل أعمال ناشئ، كما أنه أيضًا يعمل في مجال بيع المنتجات الصيدلانية، ويدير أنشطة ضخمة لخدمة العملاء عبر الهاتف، أما عن خططه الحالية فهو الترشح لشغل منصب عمدة لندن في الانتخابات المقبلة، ومن بعدها الترشح لشغل منصب رئيس الوزراء، ولا عجب في ذلك، فهناك 11 مليون راكب دراجة يعرفونه جيدًا، فهو من جعلهم يركبون الدراجات. فانظر أيها القارئ الكريم كيف أن خطأ بسيطًا في الإملاء فتح باب النجاح على مصراعيه لهذا الفتى الفقير...! *إذن لنتفق أن الناجح هو من يستفيد من عثراته ومن الفرص حين تدق بابه!! إن هاجمك اليأس... فاسجد! إذا كنت تعاني من الإرهاق.. أو التوتر.. أو الصداع الدائم.. أو العصبية.. وهي أمراض لا شك ستؤدي بك إلى اليأس, وإن كان هناك أمور تفكر بها أو تحاول حلها أو عقبات تعترض طريقك, وإذا كنت تخشى من الإصابة بالأورام.. فعليك بالسجود.. فهو يخلصك من أمراضك العصبية والنفسية.. هذا ما توصلت إليه أحدث دراسة علمية أجراها د. محمد ضياء الدين حامد أستاذ العلوم البيولوجية ورئيس قسم تشعيع الأغذية بمركز تكنولوجيا الإشعاع. فمن المعروف أن الإنسان يتعرض لجرعات زائدة من الإشعاع.. ويعيش في معظم الأحوال وسط مجالات كهرومغناطيسية.. الأمر الذي يؤثر على الخلايا.. ويزيد من طاقته.. ولذلك كما يقول د.ضياء.. فإن السجود يخلصه من الشحنات الزائدة التي تسبب العديد من الأمراض. *التخاطب بين الخلايا: هو نوع من التفاعل بين الخلايا.. وهي تساعد الإنسان على الإحساس بالمحيط الخارجي.. والتفاعل معه.. وأية زيادة في الشحنات الكهرومغناطيسية التي يكتسبها الجسم تسبب تشويشًا في لغة الخلايا وتفسد عملها؛ مما يصيب الإنسان بما يعرف بأمراض العصر مثل الشعور بالصداع.. والتقلصات العضلية.. والتهابات العنق.. والتعب والإرهاق.. إلى جانب النسيان والشرود الذهني.. ويتفاقم الأمر إذا زادت كمية هذه الموجات دون تفريغها.. فتسبب أورامًا سرطانية.. ويمكنها تشويه الأجنة.. لذلك وجب التخلص من هذه الشحنات وتفريغها خارج الجسم بعيدًا عن استخدام الأدوية والمسكنات وآثارها الجانبية. الحل..؟؟؟ لا بد من وصلة أرضية لتفريغ الشحنات الزائدة المتوالدة بها.. وذلك عن طريق السجود للواحد الأحد كما أمرنا.. حيث تبدأ عملية التفريغ بوصل الجبهة بالأرض. ففي السجود تنتقل الشحنات الموجبة من جسم الإنسان إلى الأرض السالبة.. وبالتالي تتم عملية التفريغ.. خاصة عند السجود على السبعة الأعضاء (الجبهة.. والأنف... والكفان.. والركبتان.. والقدمان).. وبالتالي هناك سهولة في عملية التفريغ. تبين من خلال الدراسات أنه لكي تتم عملية التفريغ للشحنات.. لا بد من الاتجاه نحو مكة في السجود وهو ما نفعله في صلاتنا (القبلة)؛ لأن مكة هي مركز اليابسة في العالم. وأوضحت الدراسات أن الاتجاه إلى مكة في السجود هو أفضل الأوضاع لتفريغ الشحنات بفعل الاتجاه إلى مركز الأرض, الأمر الذي يخلص الإنسان من همومه ليشعر بعدها بالراحة النفسية. النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان يحزبه أمر كان يقول «أرحنا بها يا بلال..» فالصلاة تغسل النفس من الشوائب التي تفتك بها كأمراض القلوب القاتلة مثل الحسد والضيق واليأس والقنوط وغيرها. فإن حزبك أمر أو انتابك ضيق, فاقترب من ربك وأطل السجود وأفرغ شحناتك السالبة. وقل سبحان الله! أمل.. لا يخبو!
بلال بن رباح الحبشي، الشديد السمرة النحيف الناحل المفرط الطول الكث الشعر، لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه إليه إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل: (إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدًا) أنه حبشي من أمة سوداء، كان عبدًا لأناس من بني جمح بمكة، حيث كانت أمه إحدى إمائهم وجواريهم، وقد بدأت أنباء محمد تنادي سمعه، وحين أخذ الناس في مكة يتناقلونها، وكان يصغي إلى أحاديث سادته وأضيافهم، ويوم إسلامه كان الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معتزلين في غار، إذ مر بهما بلال وهو في غنم بن جدعان، فأخرج الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه من الغار وقال: «يا راعي هل من لبن؟».. فقال بلال: (ما لي إلا شاة منها قوتي، فإن شئتما أثرتكما بلبنها اليوم.. فقال رسول الله: «ائت بها»... فجاء بلال بها، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقعبه، فاعتقلها فحلب في القعب حتى ملأه، فشرب حتى روي، ثم حلب حتى ملأه فسقى أبا بكر، ثم احتلب حتى ملأه فسقى بلالاً حتى روي، ثم أرسلها وهي أحفل ما كانت... ثم قال: «يا غلام هل لك في الإسلام؟ فإني رسول الله»... فأسلم، وقال: «اكتم إسلامك»... ففعل وانصرف بغنمه، وبات بها وقد كثر لبنها، فقال له أهله: (لقد رعيت مرعى طيبا فعليك به)... فعاد إليه ثلاثة أيام يسقيهما، ويتعلم الإسلام، حتى إذا كان اليوم الرابع، مر أبو جهل بأهل عبد الله بن جدعان فقال: (إني أرى غنمك قد نمت وكثر لبنها؟)... فقالوا: (قد كثر لبنها منذ ثلاثة أيام، وما نعرف ذلك منها؟!)... فقال: (عبدكم ورب الكعبة يعرف مكان ابن أبي كبشة، فامنعوه أن يرعى المرعى)... فمنعوه من ذلك المرعى... وعلموا بإسلامه. وبدأ العذاب فقد كانوا يخرجون به عند الظهيرة حين تتحول الصحراء إلى جهنم قاتلة، فيطرحونه على حصاها الملتهب، ثم يأتون بحجر متسعر كالحميم ينقله من مكانه بضعة رجال ويلقون به فوقه، ويصيح به جلادوه: (اذكر اللات والعزى).. فيجيبهم: (أحد.. أحد). وإذا حان الأصيل أقاموه، وجعلوا في عنقه حبلا، ثم أمروا صبيانهم أن يطوفوا به جبال مكة وطرقها، وبلال – رضي الله عنه – لا يقول سوى: (أحد...أحد)... قال عمار بن ياسر: (كل قد قال ما أرادوا – ويعني المستضعفين المعذبين قالوا ما أراد المشركون – غير بلال)... ومر به ورقة بن نوفل وهو يعذب ويقول: (أحد...أحد)...فقال: (يا بلال أحد أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حنانًا)... أي بركة... ويذهب إليهم أبو بكر الصديق وهم يعذبونه، ويصيح بهم: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله؟؟) ثم يصيح في أمية: (خذ أكثر من ثمنه واتركه حرًا)...وباعوه لأبي بكر الذي حرره من فوره وأصبح بلال من الرجال الأحرار وبعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين إلى المدينة، آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين بلال وبين أبي عبيدة بن الجراح، وشرع الرسول للصلاة أذانها، واختار بلالاً – رضي الله عنه – ليكون أول مؤذن للإسلام... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني دخلت الجنة، فسمعت خشفة بين يدي، فقلت: يا جبريل! ما هذه الخشفة؟.. قال: بلال يمشي أمامك»ومات بلال في الشام مرابطًا في سبيل الله, ورفاته تحت ثرى دمشق... على الأغلب سنة عشرين للهجرة... سبحان الله.. عبد أسود آمن بربه وهو مملوك مستضعف, فتعلقت نفسه بخالقها تستمد منه الأمل وحسن الظن الذي لا يخبو.. يعذب فوق رمضاء مكة المحرقة وتوضع فوق صدره صخرة عظيمة يرفعها رجال أشداء فلا تهن عزيمته ولا ييأس, بل يظل صامدًا مرددًا (أحد أحد) لتأتيه فيما بعد جوائز الرحمن تترى... عتق من الرق.. مؤذن للرسول... مهاجر صابر.. مصاهرة شريفة لامرأة ذات نسب.. رباط في سبيل الله... والأعظم من ذلك بشرى الرسول له بالجنة! *ما أصدق الأمل وحسن الظن بالله حين تتعلق نفوسنا به وما أجمل عاقبته وما أحوجنا إلى طرد اليأس من نفوسنا وزرع بذور الإيمان في أعماقنا! همم تتحدى اليأس *كان الإمام البخاري يستيقظ في الليلة الواحدة من نومه مرارًا فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطره، ثم يطفئ السراج، ثم يقوم مرة أخرى، حتى كان يتكرر منه ذلك قريبًا من عشرين مرة.. البخاري الذي منعته عفة نفسه أن يسأل الناس شيئًا عندما نفدت نفقته مرة, فأكل من حشيش الأرض. *الإمام أحمد بن عبدوس صلى الصبح بوضوء العشاء 30 سنة 15 سنة في دراسة، و15 سنة في عبادة. *قال ابن أبي حاتم: كنا بمصر سبعة أشهر لم نأكل فيها مرقة، ففي نهارنا كنا ندور على الشيوخ نستقي منهم العلم، وبالليل ننسخ ونقابل، وفي طريقنا مرة رأينا سمكة أعجبتنا فاشتريناها، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس الشيوخ فمضينا، فلم تزل السمكة ثلاثة أيام وكادت أن تنتن، فأكلناها نيئة لم نتفرغ نشويها، ثم قال لا يستطاع العلم براحة الجسد. *يقول الشيخ والإمام الحافظ إبراهيم: أفنيت من عمري 30سنة برغيفين، إن جاءتني بهما أمي أو أختي أكلت وإلا بقيت جائعًا عطشانًا إلى الليلة الثانية، وأفنيت 30سنة من عمري برغيف في اليوم والليلة إن جاءتني امرأتي أو إحدى بناتي به أكلته، وإلا بقيت جائعًا عطشانًا إلى الليلة الأخرى. *وقال عبيد بن يعيش: أقمت 30 سنة ما أكلت بيدي بالليل، كانت أختي تلقمني وأنا أكتب الحديث. *يا له من جلد وإصرار على طلب العلم رغم الفقر وقلة الطعام والغربة!
عبد الرحمن السميط.. خادم فقراء أفريقيا
ولد د.عبد الرحمن حمود السميط رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر لـ(مسلمي أفريقيا سابقا) في الكويت عام 1947م، ويحكي المقربون منه أنه بدأ العمل الخيري وأعمال البر منذ صغره، ففي المرحلة الثانوية أراد مع بعض أصدقائه أن يقوموا بعمل تطوعي، فقاموا بجمع مبلغ من المال من مصروفهم اليومي واشتروا سيارة، وكان يقوم أحد أفراد المجموعة بعد انتهاء دوامه بنقل العمال البسطاء إلى أماكن عملهم أو إلى بيوتهم دون مقابل. تخرج من جامعة بغداد بعد أن حصل بكالوريوس الطب والجراحة، وفي الجامعة كان يخصص الجزء الأكبر من مصروفه لشراء الكتيبات الإسلامية؛ ليقوم بتوزيعها على المساجد، وعندما حصل على منحة دراسية قدرها 42 دينارًا, كان لا يأكل إلا وجبة واحدة وكان يستكثر على نفسه أن ينام على سرير رغم أن ثمنه لا يتجاوز دينارين معتبرًا ذلك نوعًا من الرفاهية. شاء له الله أن يسافر إلى أفريقيا لبناء مسجد لإحدى المحسنات الكويتيات في ملاوي، فرأى هناك ملايين البشر يقتلهم الجوع والفقر والجهل والتخلف والمرض، وشاهد وقوع المسلمين تحت وطأة المنصرين الذين يقدمون إليهم الفتات والتعليم لأبنائهم في مدارسهم التنصيرية، ومن ثم فقد وقع حب هذه البقعة في قلبه ووجدانه وسيطرت على تفكيره. وكان أكثر ما يؤثر في السميط إلى حد البكاء حينما يذهب إلى منطقة ويدخل بعض أبنائها في الإسلام ثم يصرخون ويبكون على آبائهم وأمهاتهم الذين ماتوا على غير الإسلام، وهم يسألون: أين أنتم يا مسلمون؟ ولماذا تأخرتم عنا كل هذه السنين؟ كانت هذه الكلمات تجعله يبكي بمرارة، ويشعر بجزء من المسئولية تجاه هؤلاء الذين ماتوا على الكفر. يقول الدكتور السميط بصدق يجعلنا نخجل كثيرًا من طموحه وعدم يأسه: "منذ سنوات قادني حب الاستطلاع لزيارة قرية نائية اسمها (مكة) في أفريقيا, ثم بدأت بحثًا علميًا موسعًا عن قبيلة الأنتيمور ذات الأصول العربية الحجازية وهي نموذج من العرب والمسلمين الضائعين في أفريقيا.. مثلهم قبيلة الغبرا في شمال كينيا, والبورانا في جنوب إثيوبيا, وبعض السكلافا في غرب مدغشقر, والفارمبا في جنوب زيمبابوي وملايين غيرهم.. قد يشتكون الله علينا أننا لم نفعل شيئًا؛ لإنقاذهم من الضلال والشرك وأغلبهم ذوو أصول إسلامية.. قد يقول أحد اليائسين: يبدو أن الدكتور السميط لم يتعرض لعقبات ومصائب تجعله يتراجع عن دعوته, بل إني لأظن الطريق كان مفروشًا له بالورود... فما الذي يجعله يستمر إن كان قد تعرض لشيء من المحن! انتظر أيها اليائس المستكين بمكانه الملتصق بأرض القنوط الضارب جذوره فيها! يقول الداعية الدكتور السميط في أحد لقاءاته عندي عشرات الأمراض من جلطة بالقلب مرتين وجلطة بالمخ مع شلل قد زال والحمد لله، وارتفاع في ضغط الدم، ومرض السكري وجلطات في الساق، وتخشن في الركبة يمنعني من الصلاة دون كرسي وارتفاع في الكولسترول, ونزيف في العين وغيرها كثير كما سجنت مرتين مرة في بغداد عام 1970م وكدت أعدم مرة 1990 م, عندما اعتقلتني المخابرات العراقية في الكويت، ولم أعرف مصيري، وعذبت في بغداد حتى انتزعوا اللحم من وجهي ويدي وقدمي، ولكنني كنت على يقين من أنني لن أموت إلا في اللحظة التي كتبها الله. كما تعرض في أفريقيا للاغتيال مرات عديدة من قبل المليشيات المسلحة بسبب حضوره الطاغي في أوساط الفقراء والمحتاجين، كما حاصرته أفعى الكوبرا في موزمبيق وكينيا وملاوي غير مرة لكن الله نجاه. أتدري ما الذي يدفع هذا الإنسان المؤمن إلى التمسك بالأمل والاعتصام بربه رغم كل الأهوال التي أحاطت به؟. اقرأ الهدف الأعلى الذي يطمح إليه! يقول الدكتور: (من ينقذني من الحساب يوم يشكوني الناس في إفريقيا بأنني لم أسع إلى هدايتهم). هذا مع العلم أن عشرات الألوف من قبائل الأنتيمور دخلوا الإسلام على يد الدكتور السميط. *وأخيرا استمع أيها القارئ إلى هذه النصيحة من الدكتور السميط وتأملها كثيرًا.. كثيرًا قبل أن تقلب الصفحة. (لا نجاح أبدًا بدون فشل، النملة لا تستطيع تسلق الحائط بدون أن تسقط أكثر من مرة، والطريق إلى النجاح يمر دائما بمحطات من الفشل، ولا خير فيمن يستسلم في المعركة الأولى). حاول... أن تحلم! في مقابلة تليفزيونية مع الملاكم الأمريكي محمد علي سئل عن الطريقة التي وصل بها إلى درجة الامتياز في الملاكمة، فكان رده: (لقد تعلمت منذ مدة طويلة أن كون الشخص على درجة عالية من الكفاءة ليس كاف، ولكن لا بد من أن يكون عنده خيال وأحلام..). *كان فريد سميث مؤسس شركة فيديرال إكسبريس تلميذًا في جامعة بيل الأمريكية، وفي إحدى المواد الدراسية طلب الأستاذ من الطلاب عمل مشروع يمثل حلمًا من أحلامهم.. فكتب فريد سميث خطة مشروع تفصيلي عن إنشاء شركة لتوصيل الطرود لأي مكان في العالم في اليوم التالي لتسلمها، وكان رأي أساتذته أنها فكرة تعبر عن حلم ساذج لن يتحقق، وقيل له وقتها: أنه لن يكون هناك من يحتاج مثل هذه الخدمة أبدًا.. وضرب سميث برأيهم عرض الحائط ووضع حلمه موضع التنفيذ، وبدأ في المشروع وكانت شحنة عبارة عن ثمانية طرود منها أربعة طرود هو نفسه الذي أرسلها، وقد خسر في بداية المشروع أموالاً كثيرة، وكان موضع تهكم الناس وسخريتهم، ولكنه كان يؤمن ويقتنع بهذه الفكرة في قرارة نفسه، واستمر في العمل إلى أن أصبح حجم عمل شركة فيديرال إكسبريس اليوم يتخطي ملايين الدولارات وكل هذا كان بدايته مجرد حلم. *وأيضا بدأ والت ديزني بعمل الرسوم المتحركة في بيته, وكان مشروعه في البداية مع شريك له، ولكن سرعان ما فشلت الشركة وأعلنت إفلاسها، ونتيجة لذلك باع ديزني كل ما يملك واشترى تذكرة لكاليفورنيا ذهاب فقط وتبقى معه بالكاد 40 دولارا بالإضافة إلى حلمه، ثم أنشأ شركة جديدة في كاليفورنيا وواجه عدة عقبات، وعانى من الانهيار العصبي مرتين، وحاول أن يقترض من أصدقائه، ولكنه فشل عدة مرات، وبدأ من حوله يسخر منه، ولكنه لم يستسلم أبدًا واستمر في أحلامه ومحاولاته إلى أن أصبح حلمه حقيقة قيمتها اليوم بلايين الدولارات، وقد قال هو نفسه في ذلك (ما تستطيع أن تحلم به تستطيع تحقيقه). *فحاول أن تحلم.. وحين تصحو من حلمك اكتب الأهداف التي ستوصلك إلى هذا الحلم.. واعمل على تنفيذها حسب استراتيجية محكمة! لكن إياك أن تتوسد أحلامك.. وتنام معها!
لا تقتل أحلامك عندما قررت ديبي ماكومبر السعي وراء حلمها في أن تصبح كاتبة، قامت باستئجار آلة كاتبة، ووضعتها على مائدة المطبخ، وكانت تبدأ الكتابة كل صباح بعد أن يغادر أطفالها إلى المدرسة، وعندما كانوا يعودون إلى المنزل، كانت ترفع الآلة الكاتبة وتضع لهم العشاء، وعندما يخلدون إلى النوم، تعيد الآلة إلى مكانها لتكتب لبعض الوقت، اتبعت ديبي هذا النظام على مدار عامين ونصف العام. ولكن في إحدى الليالي، أجلسها زوجها، أمامه، وقال لها: (زوجتي معذرة، ولكنك لا تحققين أي دخل، لا نستطيع القيام باستئجار الآلة الكاتبة بعد الآن؛ لأننا لا نستطيع العيش إلا على ما أكسبه أنا فحسب). في تلك الليلة، ظلت تحدق في سقف غرف نومهما المظلمة وهي محطمة القلب مشغولة الذهن بصورة كانت تمنعها من أن تغمض عينيها وتنام، كانت ديبي تعلم أن العمل 40 ساعة أسبوعيا – مع كل مسئوليات الاهتمام بالمنزل والأطفال واصطحابهم إلى النادي الرياضي، والمدرسة، وغير ذلك – لن يترك لها أي وقت للكتابة، واستيقظ زوجها من النوم شاعرًا بما يكتنفها من حزن وقنوط وسألها: ما الخطب؟ أجابته قائلة: لست أظنني أستطيع مواصلة العمل ككاتبة، حقا لست أظن ذلك. ظل وين صامتًا لفترة طويلة، ثم نهض جالسًا في الفراش، وأضاء النور، وقال: حسنًا يا عزيزتي، اسعي وراء هدفك ولا تشغلي نفسك بشيء. عادت ديبي إلى حلمها وإلى آلتها الكاتبة على مائدة المطبخ لتخرج صفحة وراء صفحة لعامين ونصف العام. كانت الأسرة تعيش بدون أجازات، وفي ضيق مالي شديد، ويرتدون ملابس بالية. ولكن التضحية والإصرار أثمرا في نهاية الأمر فبعد مرور 5 أعوام من الكفاح باعت ديبي كتابها الأول، ثم باعت آخر ثم آخر، إلى أن نشرت ديـبي حتى اليوم أكثر من 100 كتاب، أصبح العديد منها من أكثر كتب نيويورك تايمز مبيعًا، وتم بيع ثلاثة منها ليتم تحويلها إلى أفلام سينمائية، وقد تمت طباعة أكثر من 60 مليون نسخة من كتبها، وأصبح لها ملايين المعجبين المخلصين. وقد حصل أطفال ديبي على هدية أكثر أهمية بكثير من بعض المعسكرات الصيفية التي حرموا منها وهم صغار، فعندما أصبحوا كبارًا، أدركوا أن ما منحتهم إياه ديبي أكثر أهمية بكثير، فقد منحتهم تصريحًا بالسعي وراء أحلامهم وتشجيعهم على ذلك. واليوم، مازالت لدى ديبي أحلام ورغبات ترغب في إشباعها: ولكي تحقق هذه الأهداف، تتبع ديبي نظامًا: إنها تستيقظ في تمام الرابعة والنصف صباح كل يوم، وتدعو الله، وتكتب يومياتها، وبحلول السادسة، تمارس السباحة في حمام السباحة في منزلها، وفي السابعة والنصف، تكون جالسة خلف مكتبها للرد على رسائل البريد الإلكتروني، وتمارس الكتابة من العاشرة صباحًا وحتى الرابعة مساءً لتنتج ثلاثة كتب جديدة كل عام من خلال النظام والانضباط والإصرار. *ما الذي تستطيع تحقيقه أنت أيها القارئ لو أنك اتبعت أحلامك، واتبعت هذا النظام اليومي المثمر المنضبط، ولم تستسلم أبدًا؟ *** صالح الراجحي الصراف البسيط
كانت بداية الشيخ صالح الراجحي في دنيا المال والأعمال حمالاً وتاجر خردة، حيث كان في الصباح حمالاً بأجرة بسيطة، وبائع للخردوات بعد صلاة العصر وذلك في الأربعينات الميلادية. وقد بدأ الشيخ صالح الراجحي، حياته التجارية من الصفر ولم يكن في خلده أن يكون ثراؤه وثروته بهذا الحجم، وقد قال في حديث صحفي: كنت أعمل في الصباح والمساء وأبيع وأشتري في أعمال بسيطة كبيع المفاتيح والأقفال وبعض الخردوات، وقاده بيعه للأقفال والمفاتيح إلى الإمساك بمفاتيح أحد أكبر الخزائن والبنوك في السعودية. ويضيف: (كنت أشقى في بحثي عن لقمة العيش منذ ولادتي في البكيرية). أما عن بدايته مع الصرافة والبنوك فيقول: (إنني كنت أجلس في إحدى الساحات في الرياض قديمًا وأبسط لأقوم بصرف النقود للناس (تغيير العملة) بعد أن اتجهت إليها وكان الناس يتهافتون عليَّ للصرافة البسيطة لدي. وقد افتتح أول مكان للصرافة عام 1366هـ ومنها انطلقت مجموعة الراجحي التجارية التي أصبحت الآن إمبراطورية مالية عظمى! *عمل دؤوب.. وسعي جاد وراء الرزق الحلال... وحركة نشطة لا تعرف اليأس قادته بتوفيق الله إلى ما هو فيه من منزلة يستحقها! فهل نتعلم شيئا من ذلك؟ وقفة شعرية متى تصفو لك الدنيا بخير إذا لم ترض منها بالمزاج
ألم تر جوهر الدنيا المصفى ومخرجه من البحر الأجاج
ورب مخيفة فجأت بهول جرت بمسرة لك وابتهاج
ورب سلامة بعد امتناع ورب إقامة بعد اعوجاج
أين... هم المغول؟ المغول قبائل تركية آسيوية كانت تسكن في الجزء الشرقي من (بلاد التركستان) وما يليها شرقًا من (غرب بلاد الصين) وهم بدو رعاة يدينون بالوثنية، ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ويبحثون عن الرزق أينما وجد، وينتقلون وراءه حيث كان، ويقتتلون من أجل الحصول عليه، نساؤهم في مجال الشر والعنف والقسوة كرجالهم سواء بسواء. وكانت بين (قبائل المغول, وقبائل التتار) أواصر نسب وجوار، ولكن على الرغم من هذا، فإن محاولة الحصول على الرزق كانت تدفعهم إلى التنازع والتناحر والتقاتل وتسفر المواجهة بينهما عن انتصار (التتار) وهزيمة (المغول) ويعود المغول فينتصرون على التتار ولكن الزعيم التتري (جنكيز خان) جمع شمل هذه القبائل لتصبح النقطة السوداء في التاريخ بسبب ما أنزلوه من الكوارث التي لم يحدث مثلها. فما حكايتهم؟ وما حدث؟ وما قصة خروج التتار إلى بلاد الإسلام والمسلمين؟ وكيف تهاوت الخلافة العباسية على أيديهم بهذه الصورة المهينة؟! إن (ابن الأثير) المؤرخ الكبير حين أراد أن يسجل تلك الأحداث في كتابه (الكامل) تمنى أن يكون قد مات قبل أن يسمع عنها أو يراها، يقول: (لقد بقيت عدة سنين معرضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا لها، كارهًا لذكرها، فأنا أقدم رِجْلاً وأؤخر أخرى, فمن الذي يسهل عليه أن يكتب نعي الإسلام والمسلمين، ومن الذي يهون عليه ذكر ذلك، فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل هذا الميت نسيًا منسيًا، فلو قال قائل: إن العالم منذ خلق الله – سبحانه وتعالى – آدم إلى الآن لم يبتل بمثلها كان صادقًا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها). لقد أعمل الصليبيون حيلهم الخبيثة، فعرضوا على التتار النصرانية، فتنصر منهم عدد كبير، وجعلوا يزوجونهم من النصرانيات الحاقدات على الإسلام وأهله، فاشتعل الحقد الصليبي والبوذي في الهمجية الشرسة، وانطلقت جحافل التتار تدمر الخير في كل مكان. ومن هنا بدأت اللقاءات الدامية بين التتار والمسلمين، فلقد أرسل (جنكيز خان) خطابًا إلى السلطان (علاء الدين محمد خوارزم شاه) يتباهى فيه بقوته ويحيطه علمًا بأنه في الطريق إليه للاستيلاء على مملكته. وكان لا بد من أن يبادر (خوارزم شاه) بالخروج لملاقاة التتار في عقر دارهم، ويصل (خوارزم شاه) إلى بيوتهم فلا يجد فيها إلا النساء والصبيان. ويبعث بمن يأتيه بأخبارهم فيعلم أنهم خرجوا لمحاربة (ملك من ملوك الترك) وهزموه، وغنموا أمواله، هاهم أولاء في طريق العودة. وعلى الطريق التقي الجيشان: جيش (جنكيز خان) وجيش (خوارزم شاه) واستمر القتال ثلاثة أيام دون أن يحقق أحدهما نصرًا على الآخر، وقد قتل من المسلمين في هذه الوقعة عشرون ألفا، فعاد (جنكيز خان)إلى بلاده، وعاد (خوارزم شاه) هو الآخر إلى بلاده، وكلاهما ينتظر اللقاء الحاسم، وأصدر (خوارزم شاه) أوامره إلى أهل (بخارى) وسمرقند بالاستعداد لحرب قادمة، وعليهم أن يجمعوا الذخائر، ويستعدوا لحصار قد يطول، وعاد هو إلى خراسان، ومرت خمسة أشهر، وفجأة خرج التتار إلى أهل بخارى مقاتلين محاصرين، ودارت بين الفريقين معركة شرسة استمرت ثلاثة أيام، سقطت بعدها (بخارى) في أيدي التتار أعداء الإسلام والمسلمين. وراح التتار يرتكبون جرائم يشيب لها الولدان، وراحوا يقتلون الفقهاء والعلماء، ويسبون النساء، وينتهكون أعراضهن أمام أهليهن، وقد ثار لذلك كثير من المسلمين، وكانوا يفضلون الموت على رؤية هذا الجرم الفاحش والسكوت عليه، فكان كثير من المسلمين يقاتلون التتار حتى الموت، ومن كان يسكت على ذلك فإنه رغم سكوته يمثل به ويعذب بأشد أنواع العذاب، ويلقى في النار. واخذوا يشردون الأبرياء، ويهدمون المساجد والمدارس، ويحرقون كل المصاحف التي وجدوها في مساجد بخارى... وقعت هذه الحوادث وخليفة بغداد لاه، بينما التتار يسيرون في بلاد المسلمين قتلاً وأسرًا وتخريبًا، ثم سارت جيوش هولاكو قاصدة بغداد في عهد المستعصم. ففي منتصف المحرم سنة 656هـ/ 1258م، نزل بنفسه على بغداد، وأعد عدة الحصار، ولم يكن عند الخليفة ما يدفع به ذلك السيل الجارف، واكتفى بإقفال الأبواب، فجد المغول في القتال حتى ملكوا الأسوار بعد حصار لم يزد على عشرة أيام، وبملك الأسوار تم لهم ملك البلد، فقتلوا الخليفة وكل علماء وفقهاء بغداد وهكذا كسفت شمس الخلافة العباسية بعد أن مكثت مشرقة 524 عامًا. فانظر أيها اليائس العابس وتخيل نفسك قد عشت وسط أعاصير تلك المحنة المخيفة.. وتخيل ضربات قلبك المرتجفة حين تعلو بخوف وهي تستمع إلى جحافل التتار وهي تصول وتجول بكل إجرام ووحشية في شوارع بغداد وأزقتها... تحرق.. تقتل.. تغتصب.. تهدم! واسأل نفسك ألم تبزغ الشمس بعد ذلك؟! ألم يقيض الله لهذا الدين من يعيد له هيبته بعد ذلك؟! حقا إن النور ينبلج من رحم الظلام أين التتار والمغول اليوم؟ أين من كان ذكرهم يجلب الرعب للنفوس الساكنة؟ تفكر... تأمل أيها المؤمن.. واستعن بالله ولا تيأس.. واعلم أن التاريخ أوراق تسطر الأمل والبداية, كما سطرت قبل ذلك القنوط والنهاية! لقاء بعد فراق تروي أم سلمة – رضي الله عنها- قصة هجرتها إلى المدينة فتقول: (لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة جهز بعيرًا له، وحملني وحمل معي ابني سلمة، ثم خرج يقود بعيره، فلما رآه قومي من رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: (هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه، على ما نتركك تسير بها في البلاد؟) ونزعوا خطام البعير من يده، وأخذوني، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد، وأهووا إلى سلمة وقالوا: (والله لا نترك ابننا عندها، إذا نزعتموها من صاحبنا) فتجاذبوا ابني سلمة حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد، ورهط أبي سلمة، وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة حتى لحق بالمدينة، ففرق بيني وبين زوجي وابني فكنت أخرج كل غداة، وأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي سبعًا أو قريبها، حتى مر بي رجل من بني عمي فرأى ما في وجهي، فقال لبني المغيرة: (ألا تشفقون على هذه المسكينة فرقتم بينها وبين زوجها وبين ابنها؟) فقالوا: (الحقي بزوجك إن شئت) ورد عليَّ بنو عبد الأسد عند ذلك ابني فرحلت علي بعيري، ووضعت ابني في حجري، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة، وما معي من أحد من خلق الله، حتى إذا كنت بالتنعيم لقيت عثمان بن طلحة أخا بني عبد الدار، فقال: إلي أين يا بنت أبي أمية؟) قلت: (أريد زوجي بالمدينة) فقال: (هل معك أحد؟) فقلت: (لا والله إلا الله، وابني هذا) فقال: (والله ما لك من منزل) فأخذ بخطام البعير، فانطلق معي يقودني، فوالله ما صحبت رجلاً من العرب أكرم منه، وكان إذا نزل المنزل أناخ بي ثم تنحى إلى الشجرة، فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه ورحله ثم استأخر عني وقال: (اركبي) فإذا ركبت واستويت على بعيري أتى فأخذ بخطامه، فقادني حتى نزلت، فلم يزل يصنع ذلك حتى قدم بي المدينة، فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء، قال: (إن زوجك في هذه القرية). وكان أبو سلمة نازلاً بها، فاستقبل أبو سلمة أم سلمة وابنهما، بكل بهجة وسرور لتلتقي الأسرة المهاجرة بعد تفرق وتشتت وحزن عميق!. *فلا تيأس أيها الغريب عن وطنه البعيد عن دياره إن حالت الظروف بينك وبين أحبتك فلا بد يومًا أن يلم الله الشمل ويجتمع الشتات بإذنه وقدرته. وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
لا تفقد حصانك
*الإنسان العظيم هو الذي يبتسم عندما تكون دموعه على وشك السقوط. *الأسباب الصغيرة لها غالبًا نتائج كبيرة؛ ففقدان المسمار أضاع الحذوة، وفقدان الحذوة أضاع الحصان، وفقدان الحصان أضاع الفارس. لا تقلق من المساحة الفارغة *قال صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح، تصرعها مرة وتعدلها مرة، حتى يأتيه أجله، ومثل المنافق مثل الأرزة المُجذية التي لا يصيبها شيء، حتى يكون انجعافُها مرة واحدة» *ذُكر أن أحد الحكماء ابتلي بمصيبة، فدخل عليه إخوانه يعزونه في المصاب، فقال: إني علمت دواء من ستة أخلاط. قالوا: ما هي؟ قال الخلط الأول: الثقة بالله. والثاني: علمي بأن كل مقدور كائن. والثالث: الصبر خير ما استعمله الممتحنون. والرابع: إن لم أصبر فأي شيء أعمل؟ والخامس: قد يمكن أن أكون في شر مما أنا فيه. والسادس: من ساعة إلى ساعة فرج. *ستة أشياء إذا ذكرتها هانت عليك مصيبتك: أن تذكر أن كل شيء بقضاء وقدر، وأن الجزع لا يرد القضاء وأن ما أنت فيه أخف مما هو أكبر منه، وأن ما بقي لك أكثر مما أخذ منك، وأن لكل قدر حكمة لو علمتها لرأيت المصيبة هي عين النعمة، وأن كل مصيبة المؤمن لا تخلو من ثواب ومغفرة أو تمحيص أو رفعة شأن أو دفع بلاء وما عند الله خير وأبقى. *اقرأ قصة هذا السائح الذي زار أحد المتاحف حيث كان أحد الفنانين يعمل في لوحة ضخمة من الفسيفساء، وكانت هناك مساحة كبيرة للغاية يحتاج هذا الفنان أن يغطيها وسأله السائح: (ألا يصيبك القلق حول كل هذه المساحة الفارغة التي تحتاج إلى ملئها وكيف ستستطيع أن تنتهي من كل هذا العمل؟). فأجاب الفنان ببساطة بأنه يعرف المساحة التي يستطيع أن ينتهي منها كل يوم، فيقوم بتحديد هذه المساحة ولا يسمح لنفسه بالقلق حول ما يوجد خارجها. فهو ينتهي من عمل كل يوم بيومه؛ لذا يدرك تمامًا أنه سينتهي من عمله في يوم ما. إن كثيرًا من العقبات التي تعوق قوتنا الدافعة تشبه إلى حد كبير تلك المساحة الكبيرة الفارغة التي كانت تواجه الفنان، وبإمكاننا إما أن نقلق حول تلك اللوحة الكبيرة التي علينا رسمها, وإما أن نبدأ ببساطة في ملئها خطوة خطوة بصورة فريدة ورائعة، عن طريق بذل أقصى ما نستطيع في كل يوم نعيشه. *وإذا كنت تتساءل متى تبدأ؟ فإن أفضل إجابة عن هذا السؤال هي أن تبدأ من الآن وفورًا!! | |
|