تسأل إحدى الأمهات، هل يمكن منع الإصابة بالسكر، حيث إننى أخشى أن يصاب طفلى بالسكر لأننى مريضة سكر، وكيف يمكن أن نقلل من مضاعفاته؟
تجيب الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب قصر العينى، رئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم، بأن الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض تأتى نتيجة زيادة الوزن وانتشار السمنة نتيجة الاعتماد على الوجبات الجاهزة والساندويتشات والبيتزا والمياه الغازية، خاصة بين الأطفال والشباب.. وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.. واستخدام التكنولوجيا الحديثة بصورة خاطئة مثل الجلوس لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر وألعاب الفيديو جيم.. مما ساهم فى تفشى المرض وانتشاره، أيضا انتشار وسائل المواصلات المريحة التى ساعدت على قلة المجهود الجسمانى المبذول.. كل هذه العوامل ساعدت على زيادة معدلات الإصابة بالمرض وخاصة بين الشباب والأطفال.. ولهذا لابد من البدء فى مواجهته محليا وعربيا سواء بالتشخيص المبكر والعلاج السليم للمرض ومضاعفاته أو بطرق الوقاية منه مستقبلا بالبعد عن أسباب الإصابة به بتغيير نمط الحياة والعودة إلى الحياة الصحية القديمة وتشمل الرياضة والمشى اليومى وتغيير النمط الغذائى الذى استوردناه من الدول الغربية.. فقد عرفت هذه الدول الخطأ الذى وقعت فيه وبدأت حملتها ضد الوجبات الجاهزة، خاصة للأطفال ونجحت فى ذلك واستطاعت تقليل نسب الإصابة بالسكر خلال السنوات العشر الماضية بينما فشلت الدول العربية فى ذلك.
أما بالنسبة لإصابة الأم بمرض السكر فهذا لا يؤدى إلى انتقال المرض إلى الجنين، ولكنها قد تكون سبب إصابته بالنوع الثانى من السكر الذى يصيب الكبار عند بلوغه سن الثلاثين، ويمكن أن يصاب فى سن أقل من تلك إذا ما توافرت لديه عوامل الخطورة التى تؤدى بالأساس للإصابة بمرض السكر وهى الزيادة الشديدة فى الوزن وخاصة الدهون فى منطقة البطن "الكرش" وارتفاع ضغط الدم وتناول الحلويات بطريقة شرهة.
وتشير الدكتورة إيناس إلى أنه لابد للأم أن تعى خطورة إصابة ابنها وتبدأ من صغره فى تعويده على العادات الغذائية السليمة والصحية وتجنبه الوجبات الجاهزة والسريعة ومكسبات اللون والطعم والرائحة، وضرورة ممارسة الرياضة والحرص على أن يتناول الطفل كل التطعيمات الخاصة بالأطفال للقضاء على أى فيروسات أو بكتيريا يمكن أن تسبب مشاكل لهؤلاء الأطفال.