حمزة القناوي
العمر : 42 رقم العضوية : 41307 عدد المشاركات : 1395 نقاط النشاط : 8204 التقييم : 67 الجنس : من : وسام البحيرة :
| موضوع: فضل شهر شعبان 14/6/2013, 3:50 pm | |
| د.احمد عمر هاشم
لشهر شعبان منزلة عظيمة, وفضل كبير, ولذلك خصه الرسول صلي الله عليه وسلم بكثرة الصيام فيه, ومما لاشك فيه أن للصيام ثوابا كبيرا, وأجرا وافرا, فالصيام والقرآن يشفعان للإنسان يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه, ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان رواه أحمد, فلأهمية الصيام, ولمنزلة شعبان كان الرسول صلي الله عليه وسلم يصوم أكثر شهر شعبان. قالت السيدة عائشة رضي الله عنه: مارأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان, وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان رواه البخاري ومسلم. ولمعرفة الحكمة من كثرة صيام رسول الله صلي الله عليه وسلم في شهر شعبان فورد هذا الحديث. عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يارسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ماتصوم من شعبان؟ قال: ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين, فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم رواه أبو داود والنسائي, وصححه ابن خزيمة. ويتضح من هذا الحديث ان حكمة تخصيص الرسول صلي الله عليه وسلم شهر شعبان بكثرة الصيام تتلخص في أمرين: أما الأمر الأول: فهو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان, ولاشك أن العبادة في أوقات الفغلة تكون أكثر ثوابا وتكون لها أهميتها ـ لدلالتها علي الاخلاص وزيادة التقرب إلي الله تعالي, ولذا كان لصلاة الليل وهي في وقت الغفلة ونوم الناس اكبر الأثر وعظيم الثواب فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون, وأما بالنسبة للأمر الثاني في الحكمة من اختصاص شهر شعبان بالعبادة فذلك لأنه شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين وقد أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك معربا أنه يجب أن يرفع عمله وهو صائم. وهكذا نري أن لشهر شعبان منزلة كريمة وضحها رسول الله صلي الله عليه وسلم, ووضح السبب في كثرة صيامه في هذا الشهر. ومن أجل ذلك كان علي المسلمين أن يغتنموا أيام هذا الشهر بالعبادة وبالتقرب إلي الله سبحانه وتعالي بسائر العبادات وخاصة عبادة الصيام, اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم, وقد وجهنا القرآن الكريم إلي الاقتداء به حيث قال رب العزة سبحانه وتعالي: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا. وعلي من لم يتعود صياما بعد منتصف شعبان ألايصوم, لأنه إذا انتصف شعبان فلا صيام, إلا في حالة ما إذا كان الانسان متعودا لصيام معين, كمن تعود أن يصوم يوما ويفطر يوما, أو من تعود أن يصوم يوم الاثنين ويوم الخميس من كل شهر فله ان يصوم بعد نصف شعبان أما إذا لم يتعود صياما معينا فلا يصوم, وذلك للاستعداد لشهر رمضان المبارك. وفي شهر شعبان من الله سبحانه وتعالي علي عباده بليلة مباركة من ليالي استجابة الدعاء وهي ليلة النصف من شهر شعبان. كما جاء في بعض الأحاديث الشريفة الصحيحة التي تحث علي قيام ليلها وصوم نهارها لأن لربنا في أيام دهرنا نفحات فينبغي أن نتعرض لها وذلك بالعبادة والتقرب إلي الله سبحانه وتعالي وفي هذه الليلة ـ علي أرجح الآراء ـ تحولت القبلة من بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة, ارضاء لرسول الله صلي الله عليه وسلم, حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام, يقلب وجهه في السماء متمنيا أن يحول الله القبلة إلي الكعبة المشرفة, فكان يكتفي بأن يقلب وجهه في السماء, ولكنه لم يتلفظ بشيء مخافة أن يكون مايطلبه مخالفا لمراد الله تعالي, فأدبا وتواضعا من رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يكتفي بأن يقلب وجهه دون طلب فأجاب الله سبحانه رسوله صلي الله عليه وسلم وحول القبلة من بيت المقدس إلي الكعبة المشرفة, وأنزل الله تعالي قوله: قد نري تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرهولفضل شهر شعبان ومكانته اختصه الرسول صلي الله عليه وسلم بمزيد من صيام أيامه تطوعا, لأن عبادة الصيام لامثيل لها في كثرة الثواب والأجر. عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم فقلت: مرني بعمل يدخلني الجنة قال: عليك بالصوم فإنه لاعدل له, ثم أتيته الثانية فقال: عليك بالصيام رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه. وهكذا نري أن لشهر شعبان فضلا عظيما, وثوابا كريما, لمن يصوم لله فيه, ولمن يتقرب إلي الله سبحانه وتعالي ويدعوه. ولاشك أن التقرب الي الله تعالي وأن الدعاء مطلوب في كل وقت وحين ولكنه في الأوقات المباركة والتي اختصها الله سبحانه ببعض الخصوصيات وأنزل فيها ماشاء من الفيوضات لاشك أن زيادة العبادة والدعاء فيها يكون أرجي للقبول, وفيها أعظم مأمول ومن أجل ذلك خص الرسول صلي الله عليه وسلم شهر شعبان بمزيد من الصيام وهو أزكي العبادات وأسماها, لأنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلي رب العالمين سبحانه وتعالي: وما أحوجنا إلي اغتنام الأيام المباركة والإقبال علي رب العالمين فيها بقلوب مخلصة, وتوبة نصوح, ودعاء نتوجه به إلي رب العالمين, ونحن موقنون بالإجابة, لأن رب العزة سبحانه وتعالي أمرنا بالدعاء في كل وقت وحين ووعدنا بالإجابة في القرآن الكريم, حيث قال الله جل وعلا: وقال ربكم ادعوني استجب لكم فما بالنا حين يكون الدعاء في مواسم الرحمات وأوقات الفيوضات؟ لاشك أنه يكون أرجي للقبول. | |
|