حمزة القناوي
العمر : 42 رقم العضوية : 41307 عدد المشاركات : 1395 نقاط النشاط : 8204 التقييم : 67 الجنس : من : وسام البحيرة :
| موضوع: هكذا هزموا اليأس (2) 7/4/2012, 9:24 pm | |
| إن مع العسر يسرًا وعد من الله تبارك وتعالى وهو لا يخلف الميعاد فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا [سورة الشرح:5، 6]. وإذا جاز تخلف وعود البشر وتبدل قوانينهم، فوعد الله لا يتخلف، وسنة الله لا تتبدل إنه وعد من الله سبحانه يتجاوز حدود الزمان والمكان، ولا يقف عند حد ما نزلت فيه الآيات التي فهم منها السلف هذا المعنى الواسع، فقالوا: لن يغلب عسر يسرين، وقالوا: لو كان العسر في جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرجه. قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:4] وسنة الله تعالى، أنه حين تشتد الأزمات وتتفاقم، يأتي اليسر والفرج، أرأيت كيف فرج الله للأمة بعد الهجرة وقد عاشت قبلها أحلك الظروف وأصعبها حين كان النبي عليه الصلاة والسلام وصحبه يؤذون في مكة وبين شعابها؟ وفي الأحزاب حين بلغت القلوب الحناجر وظن الناس بعدها بالله الظنون، بعد ذلك كانت مقولة النبي - صلى الله عليه وسلم- وهي مقولة صدق: «الآن نغزوهم ولا يغزوننا». وحين مات النبي - صلى الله عليه وسلم – وضاقت البلاد بأصحابه، وارتد العرب، وأحدق الخطر وما هي إلا أيام وزال الكرب، وتحول المسلمون إلى فاتحين لبلاد فارس والروم، وصار المرتدون بإذن الله بعد ذلك جنودًا في صفوف المؤمنين. والعبر في التاريخ لا تنتهي: والأمر قد يكون في ظاهره شرًا، ثم تكون العاقبة خيرًا بإذن الله، أرأيت حادثة الإفك وفيها من الشناعة والبشاعة ما فيها، ومع ذلك هي بنص القرآن: لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ. وها هو سراقة بن مالك (رضي الله عنه) يلحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم – فكان أول النهار عازما على قتله، وأصبح في آخره من جنوده المؤمنين! *فلننظر إلى الأمور بعين التفاؤل وإن بدت في ظاهرها على عكس ذلك،، ولندع اليأس والتخذيل ألم يقل حبيبنا المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم «تفاءلوا بالخير تجدوه» فافتح نوافذك أيها اليائس.. دع الضياء يغزو.. حجيراتك المظلمة.. فزواياها الكئيبة بشوق لخيوط الأمل المنيرة! توماس إديسون.. الطفل البليد ولد توماس أديسون سنة 1847م في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية ولم يتعلم في مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر, فقد وجده ناظر المدرسة طفلاً بليدًا متخلفًا عقليًا! فتم طرده من المدرسة ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها!!! إن هذا الطفل البليد الذي حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف قد سجل (1093) براءة اختراع وما زال هذا الرقم القياسي المسجل لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية. حين حرمته المدرسة من مواصلة التعليم, أدركت أمه أن حكم المدرسة على ابنها كان حكمًا جائرًا وخاطئًا فعلمته بالمنزل فأظهر شغفًا شديدًا بالمعرفة وأبدى نضجًا واضحًا مبكرًا, أديسون كان أكثر نضجًا وأنفذ بصيرة من المدرسة بمديرها ومعلميها الذين ضاقوا بكثرة أسئلته فاستنتجوا بأن كثرة الأسئلة دليل على قصور الفهم وأنها برهان على الغباء, رغم أن العكس هو الصحيح فكثرة الأسئلة تدل على يقظة العقل واستقلال التفكير. ولقد كادت تجاربه في مجال الكيمياء أن تذهب بحياته, فقد اشتعل المختبر وهو غارق فيه وكادت النيران أن تلتهمه وانتهت هذه الواقعة بإصابته بشيء من الصمم. كان اختراع الحاكي (المسجل) هو أول اختراع يحصل على براءة اختراعه, وقد باعه بمبلغ أربعين ألف دولار وهو مبلغ ضخم في ذلك الوقت؛ وبذلك ودع أيام الجوع واستغنى عن النوم في الأمكنة الخلفية القذرة, واستطاع أن يتفرغ للاختراع وأن ينشئ معملا كبيرًا في نيويورك, كان فاتحة المعامل والمختبرات للشركات والمصانع في العالم... وكان جراهام بل قد توصل إلى إمكانية نقل الكلام بواسطة التيار الكهربائي, لكنه لم يتمكن من اختراع جهاز يتمكن من تحويل هذا الاكتشاف المهم إلى هاتف يتيح الاستخدام على نطاق تجاري فطلبت شركة (وسترن يونيون) من أديسون أن يحاول صناعة هاتف قابل للاستعمال العام, وبعد بضعة أشهر تمكن أديسون من تسجيل هذا الاختراع وباعه إلى الشركة المذكورة بمبلغ مائة ألف دولار, وكانت الشركة تريد أن تدفع له المبلغ كاملاً مرة واحدة, لكنه طلب منها أن تدفع له القيمة أقساطا موزعة على سبعة عشر عاما؛ ليضمن راحة البال خلال هذه السنوات لأنه خشي أن يغامر بالمبلغ في مشاريع خاسرة, كما أنه أراد أن يؤمن مستقبله بهذه الطريقة. ورغم أنه سجل أكثر من ألف اختراع وهو رقم قياسي،لم يسجله أحد قبله ولا بعده، إلا أن الفتح الأكبر كان اختراعه المصباح الكهربائي وإقدامه على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وإقامة شبكة لتوزيعه على المنازل والمحلات، فلقد كان الناس في كل الدنيا منذ وجودهم على هذه الأرض يعيشون ليلا في ظلام حالك وبهذا الاختراع تحولت المدن والبيوت والمحلات إلى أنوار ساطعة. كان توماس أديسون سابقًا لعصره لذلك لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر الكهرباء وانتهاء عصر الأتاريك والسرج والظلام. إن قصة توماس أديسون تعتبر من أروع قصص العصامية والكفاح, وفيها دروس باهرة ودلالات كبيرة تبرهن على أن الإنسان النبيه إذا توقد اهتمامه؛ فإنه قادر على تعليم نفسه بنفسه, والوصول إلى أرفع الذرى في العلم والابتكار. وقد فسر أديسون سر نجاحه (بأن اثنين بالمائة منه وحي وإلهام وثماني وتسعين بالمائة جهد واجتهاد) لذا استحق أن يسجل اسمه كواحد من أبرز الخالدين في التاريخ فقط؛ لأنه لم يستسلم لليأس يوما! ولم ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام؛ ليبتعد عن أعين الفضوليين التي كانت تتفرس بشكل رأسه الغريب, ولم يتوقف طويلا عند نعتهم له بالمتخلف البليد. ولأنه تحدى اليأس فقد استحق ما وصل إليه بجدارة. *فهل نتعلم شيئا من قصة هذا المخترع الذي لم يحن رأسه لأعاصير اليأس القاتلة رغم اشتداد رياحها في سماء حياته أحيان كثيرة. (سارقو الأحلام) هناك أناس سيحاولون إقناعك بالتخلي عن رؤيتك، سيخبرونك بأنك مجنون وبأنه من غير الممكن تحقيق تلك الرؤية، وسيكون هناك آخرون يضحكون عليك ويسخرون منك, ويحاولون النزول بك إلى مستواهم، مونتي روبرتس يسمي هؤلاء الناس (سارقو الأحلام) فلا تنصت إليهم. فعندما كان مونتي طالبا في المدرسة العليا، أعطى المدرس طلاب الصف مهمة الكتابة عما يرغبون في عمله عندما يكبرون؛ كتب مونتي أنه يرغب في امتلاك مزرعة على مساحة هائلة من الأرض يربي فيها العديد من خيول السباقات. أعطاه المدرس درجة ضعيف جدا, وبرر ذلك بأن الدرجة تعكس اعتقاده بأن الهدف كان بعيدًا عن الواقعية. فما من غلام فقير يعيش في البر على ظهر شاحنة يمكنه بأي حال من الأحوال أن يجمع مالا يكفي لشراء مزرعة على مساحة هائلة من الأرض، وشراء الخيول وأدواتها ومتطلبات تربيتها، وأيضا دفع أجور العاملين في المزرعة. وعندما عرض المدرس على مونتي فرصة إعادة كتابة ورقته من أجل الحصول على درجة أعلى، قال له مونتي: (احتفظ أنت بالدرجة، وسأحتفظ أنا بحلمي). واليوم أصبح مونتي يمتلك مزرعته المقامة على مساحات شاسعة من الأرض في كاليفورنيا، يربي فيها خيل السباق ويدرب المئات من مربي الخيول. *لأنه فقط لم يدع أحدًا يسرق حلمه..!!
ابتعد عن المرساة
يقول ويلاند: هناك نوعان من الناس: نوع المرساة ونوع المحرك، إنك بحاجة إلى الابتعاد عن المرساة والارتباط بالمحرك؛ لأن الأشخاص من نوع المحرك يتحركون صوب هدف ما ويستمتعون بالمزيد من المرح، أما الأشخاص من نوع المرساة فسيجذبونك لأسفل فحسب. وتذكر أن كلمة (لا) هي كلمة لا بد أن تكون في طريقك نحو الحصول على (نعم), فلا تستسلم بسرعة أكبر مما ينبغي، حتى وإن كان والدك، وأصدقاؤك، وأقاربك، زملاؤك، حسني النية يقولون لك احصل على وظيفة حقيقية. فلتعلم أن أحلامك هي وظيفتك الحقيقية. والآن هل عرفت أي نوع من الأصدقاء هم الذين يحيطون بك الآن؟ انظر إليهم جيدًا واسأل نفسك هل هم من نوع المحرك أو المرساة؟
عمر المختار.. الشيخ المجاهد ولد عمر المختار من أبوين مؤمنين صالحين عام 1858م في بلدة البطنان ببرقة، وقد توفي والده وهو في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج. ومنذ مجيء الطليان إلى برقة وطرابلس حتى وقت خروجهم منها مهزومين مقهورين؛ خط الليبيون قصة كفاحهم بدمائهم وأقاموا الدليل بعد الآخر على أن الشعوب التي تعتز بعقائدها وتاريخها لا يمكن فناؤها مهما تضافرت ضدها القوى المادية التي تعتمد على البندقية والمدفع وإزهاق الأرواح، وقد انتشر في طول البلاد وعرضها خبر اعتداءات الطليان على برقة وطرابلس، وكان في مقدمة الذين خفوا لنجدة العثمانيين والالتحام مع العدو في برقة المجاهد عمر المختار، تولى عمر المختار قيادة (الجبل الأخضر) ثم أسندت إليه القيادة العامة للمجاهدين، ولم يتردد هذا البطل المغوار في قبولها، فشكل جيشا وطنيا جعل من خطته التزام الدفاع والتربص بالعدو، حتى إذا خرج الطليان من مراكزهم انقض المجاهدون عليهم فأوقعوا بهم شر مقتلة وغنموا منهم أسلابًا كثيرة؛ أمدتهم بالكثير من الأسلحة والعتاد مما كانوا في حاجة ملحة إليه. ثم لجأ الطليان إلى محاولة زرع بذور الشقاق بين المجاهدين، كما حاولوا استمالة السيد عمر المختار نفسه وعرضوا عليه عروضًا سخية من الأموال الطائلة، وأغروه بالجاه العريض في ظل حياة رغدة ناعمة، ولكنهم لم يفلحوا، واستطاع الطليان بعد احتلال الجغبوب عام 1927م أن يقطعوا السبل بين المجاهدين في الجبل الأخضر وبرقة وبين مصر من الناحية الشرقية، وبين مراكز السنوسية الباقية في الجنوب فوضعوا المختار والمجاهدين في عزلة تامة في الشمال. فهل وهن المختار وضعف ووجد اليأس إلى قلبه سبيلاً؟ كلا بل إن الأحداث لم تنل منه شيئا.. وكان يبتسم ابتسامة الواثق بربه المؤمن برسالته، بل إنه واصل الجهاد رغم الظروف والنتائج.. وفي خلال هذه الظروف السوداء القاتمة ظل يشن الغارة بعد الغارة على درنة وما حولها، حتى أرغم الطليان على الخروج بجيوشهم لمقابلته فاشتبك معهم في معركة شديدة استمرت يومين كان النصر فيها حليفه. ولما أراد الله أن يختم له بالشهادة ذهب كعادته في نفر قليل يقدر بأربعين فارسًا، يستكشف مواقع العدو، ويتفقد مراكز إخوانه المجاهدين، ومر بواد صعب المسالك كثير الغابات، وعلمت به القوات الإيطالية بواسطة جواسيسها، فأمرت بتطويق الوادي، فما شعر المختار ومن معه إلا وهم وسط العدو، ودارت معركة، وعلى الرغم من كثرة عدد العدو واحتياطاته فقد تمكن المجاهدون من خرق صفوفه ووصلوا إلى غربي سلطنة.. ففاجأتهم قوة طليانية أخرى، وكانت ذخيرتهم على وشك النفاد، فاشتبكوا في معركة جديدة قتل فيها جميع من بقي مع المختار، وقتل حصانه أيضا ووقع عليه، فتمكن من التخلص من تحته، وظل يقاوم وحده إلى أن جرح في يده، ثم تكاثر عليه الأعداء وغلب على أمره، وأسروه وهم لا يعرفون من هو. ثم عرف وأرسل إلى سوسة، ومنها أركب الطراد إلى بنغازي حيث أودع السجن. وجاء الطليان بالسيد عمر المختار إلى قاعة المحكمة مكبلا بالحديد وحوله الحرس من كل جانب.. وكانت محاكمة صورية شكلاً وموضوعًا، وكانوا قبل بدء المحاكمة بيوم واحد قد أعدوا (المشنقة) وانتهوا من ترتيبات الإعدام وتنفيذ الحكم قبل صدوره.. لقد استغرقت المحاكمة من بدئها إلى نهايتها ساعة واحدة وخمس عشرة دقيقة، وصدر الحكم بإعدام المختار.. فقابل ذلك بقوله: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ [البقرة:156]. وفي صباح يوم الأربعاء 11سبتمبر 1931م نفذ الطليان حكم الإعدام شنقا في الشيخ عمر المختار.. وعندما وجدوا أنه لم يمت أعادوا عملية الشنق مرة ثانية. وكأنما الرعب يملأ قلوبهم من البطل حتى وفاته، فما إن أتموا عملية الشنق حتى نقلوه إلى مقبرة الصابري بناحية بنغازي، ودفنوا جسده الطاهر في قبر عظيم العمق بنوه بالأسمنت المسلح، وأقاموا على القبر جندًا يحرسونه زمنا طويلا خوفا من أن ينقل المواطنون جثمانه الطاهر. ولو فتح المختار لليأس قلبه, وانهزم عند أول عقبة لما انطلقت بذرة الجهاد من بعده حتى نالت ليبيا استقلالها وطردت الاستعمار الإيطالي من أرضها, وهكذا هم العظماء نفوسهم تتعلق دوما بخالقها ومن كان كذلك فلا يمكن أن يعرف اليأس إلى قلبه طريقا. ما مضى فات تَذَكُّرُ الماضي والتفاعل معه واستحضاره، والحزن لمآسيه حمق وجنون، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبدًا في زنزانة النسيان يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدًا، ويوصد عليه فلا يرى النور؛ لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، ولا الهم يصلحه، ولا الغم يصححه، لا الكدر يحييه؛ لأنه عدم، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه، والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين، إن تفاعلك مع الماضي، وقلقك منه واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع. القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ انتهى الأمر وقضي، ولا طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة عجلة التاريخ. إن الذي يعود للماضي، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا، وكالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار: لم لا تجتر؟ قال: أكره الكذب. إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا، نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا؛ لأن هذا هو المحال بعينه. إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام، والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف سنة الحياة.
حارب اليأس.. فأصبح أغنى الرجال في العالم! يعتبر بيل غيتس مؤسس شركة (مايكروسوفت) من أشهر وأغنى الرجال في العالم وتعد شركته من أشهر الشركات في إنتاج برامج الكمبيوتر وكالعديد من الشركات تأسست (مايكروسوفت) من فكرة لكن هذه الفكرة كانت بمثابة حلم أو رؤية بعيدة المدى فقد كان الكمبيوتر غير معروف في أواسط السبعينات، وقد ولد بيل غيتس في سياتل في الولايات المتحدة، من عائلة غنية، ولكنه رفض أن يستخدم دولارا واحدا في بناء نفسه وإمبراطوريته, وكان شغوفا بالرياضيات والعلوم، أرسله أهله إلى مدرسة ليك سايد وكانت مدرسة خاصة بالذكور. في عام 1968م اتخذت المدرسة قرارا غير مجرى حياة بيل غيتس البالغ من العمر حينها 13 عامًا، فقد تم جمع تبرعات خاصة من الأهالي؛ وذلك لتتمكن المدرسة من شراء جهاز كمبيوتر مع برنامج معالج البيانات؛ وقد كان ثلاثة من الطلاب الأكثر اهتماما به وهم بيل غيتس وإيفانس وبول آلن الذي كان أكبر من غيتس بسنتين وأسس معه بعد ذلك مايكروسوفت, وكان الثلاثة يجلسون مسمرين أمام الكمبيوتر في أوقات فراغهم، حتى أنهم أصبحوا يفهمون بالكمبيوتر أكثر من أساتذتهم مما سبب لهم مشكلات عدة مع الأساتذة، وكانوا يهملون دراستهم بسبب هذه الآلة الجديدة. انغمس بيل في عالم الكمبيوتر أكثر فأكثر، وكان يعمل لساعات طويلة ويبدأ نهاره الساعة الرابعة فجرًا. وقد جاءت نقطة التحول لعصر الكمبيوتر الشخصي حين انكب بيل غيتس وزميله بول آلن لمدة 8 أسابيع على تصميم برنامج بلغة BASIC فكان هذا الأمر نقطة تحول بالنسبة إلى عالم الكمبيوتر الشخصي، وهو السبب الرئيسي لولادة شركة (MICROSOfT). التي كان شعارها: (اعمل بكد وجهد، طور في منتجاتك، واربح). قرر بيل غيتس وشريكه أن ينقلا مكاتب الشركة إلى مكان أكبر؛ لاستيعاب العمل المتزايد، وكان قدوة لكل الموظفين في العمل الجاد والمتواصل، وكان يعتقد بأن أية صفقة أفضل من لا صفقة أبدا, وكان يأكل البيتزا الباردة ويبقى طوال الليل في المكتب، وكان عدد موظفي مايكروسوفت 13 موظفا عندما جمعت أول مليون دولار. جمع بيل غيتس ثلاثين مبرمجًا من أفضل المبرمجين وقضوا عامين، مع عمل ساعات إضافية، في محاولة لاختراع ويندوز، النتائج كانت مخيبة للآمال، لكنهم لم يستسلموا! وهنا يكمن سر نجاحهم! ويندوز الذي بين أيدينا الآن استغرق اختراعه جهد عامين كاملين متواصلين من العمل الشاق ليل نهار وثلاثون مبرمجا بارعا ورغم الإخفاقات التي تعرض لها بيل غيتس ومجموعته, إلا أنه لم ييأس ولو فعل واستسلم لما كنا الآن نحظى بهذا الاختراع المدهش, الذي وفر علينا الكثير من الوقت والجهد. بلغت ثروة بيل غيتس ما يقرب من 46 مليار دولار، ولا يزال، وللسنة الثانية عشرة على التوالي يتصدر لائحة الرجال الأكثر ثراء في العالم. إذًا بدأ بيل غيتس من مجرد فكرة آمن بها, ورغم توالي الصعوبات عليه إلا أنه لم ييأس ولم يتخل عن فكرته التي ناضل بشدة لتحقيقها رغم كل العوائق! لا تدمر كل المباني من حولك
*إن العقل كالحقل وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري, ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبية أو إيجابية. *إن الشيء الذي يميز بين شخص وآخر, هو النظرة السليمة للأشياء. *إن خسارة معركة في كثير من الأحيان, تعلمك كيف تربح الحرب. *إن مفتاح الفشل, هو محاولة إرضاء كل شخص تعرفه. *إن النجاح ليس كل شيء، إنما الرغبة في النجاح هي كل شيء. *إن كل ما نراه عظيمًا في الحياة, بدأ بفكرة صغيرة. *توجد هناك دائمًا طريقة أفضل للقيام بعمل ما، ويجب أن نحاول دائما أن نجدها. *إن العمل أفضل بكثير من الكلام الجيد. *إن التنافس مع الذات هو أفضل تنافس في العالم، وكلما تنافس الإنسان مع ذاته, تطور بحيث لا يكون اليوم كما كان بالأمس، ولا يكون الغد كما هو اليوم. *عندما تلوم الآخرين والظروف والمواقف, فإنك تعطيهم القوة لقهرك، لذا يجب عليك أن تتوقف عن لوم الآخرين, وأن تتحمل مسؤولية حياتك. *حين توظف أناسًا أذكى منك، وتصل إلى أهدافك، فأنت بذلك تثبت أنك أذكى منهم. *إن من أكثر اللحظات سعادة في الحياة, هي عندما تحقق أشياء يقول الناس عنها أنك لا تستطيع تحقيقها. *إن الإنسان لا يستطيع أن يتطور, إذا لم يجرب شيئا غير معتاد. *إن الطموحات لا تتحقق دون معاناة. *إن الحظ في الحياة هو نقطة الالتقاء بين التحضير الجيد والفرص التي تمر. *إن المتسلق الجيد يركز على هدفه ولا ينظر إلى الأسفل، حيث المخاطر التي تشتت الذهن. *إن الفشل لا يعتبر أسوأ شيء في هذا العالم، إنما الفشل هو أن لا نجرب. *إن هناك طريقتين ليكون لديك أعلى مبنى.. إما أن تدمر كل المباني من حولك، أو أن تبني أعلى من غيرك.. اختر دائمًا أن تبني أعلى من غيرك. *لا ينتهي المرء عندما يخسر، إنما عندما ينسحب. *لا يتم تحقيق أي شيء عظيم في هذه الحياة من دون حماسة. *إن الذي يكسب في النهاية من لديه القدرة على التحمل والصبر. *إن كل الاكتشافات والاختراعات التي نشهدها في الحاضر، تم الحكم عليها قبل اكتشافها أو اختراعها بأنها مستحيلة. *من أكثر الأسلحة الفعالة التي يملكها الإنسان هي الوقت والصبر. *يجب على المرء ألا يحاول أن يكون إنسانا ناجحًا، إنما أن يحاول أن يكون إنسانًا له قيمة وبعدها يأتي النجاح تلقائيًا. *يجب على الإنسان أن يحلم بالنجوم، ولكن في نفس الوقت يجب ألا ينسى رجليه على الأرض. *من لا يعمل لا يخطئ. *إن قاموس النجاح لا يحتوي على كلمتي (إذا) و(لكن). *لكي ننجح فلا بد أولاً أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح. *إن هناك قرارات مهمة يجب أن يتخذها الإنسان مهما كانت صعبة, ومهما أغضبت أناسًا من حوله. *هناك فرق كبير بين التراجع والهروب. *إن الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس. *إن النقاش والجدال خاصة مع الجهلة خسارة بكل معنى الكلمة.. لأن الناس لا يعترفون بأخطائهم بسهولة. *من أجمل الأحاسيس هو الشعور من داخلك بأنك قمت بالخطوة الصحيحة حتى ولو عاداك العالم أجمع.
يا صبر... أيوب! هذه القصة تضرب المثل الأعظم في الصبر، وعدم اليأس من رحمة الله تعالى, تلك الفضيلة التي تظهر ساعة المحن، وكما يقال: (إن الصبر مطية لا تكبو) ونبي الله أيوب يضرب به المثل في الصبر، عندما تعرض لبلاء شديد، فأعطى درسا عظيما في الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله تعالى، ليصفه المولى عز وجل بقوله: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:44]. أيوب عليه السلام كان يعيش مع زوجته في نعيم مقيم ببلاد الشام، وكان كما يقول علماء التفسير والتاريخ كثير المال، بر, تقي, رحيم، يحسن إلى المساكين, ويكفل الأيتام والأرامل ويكرم الضيف، ويشكر الله سبحانه وتعالى على نعمائه ويؤدي حق الله في ماله, كانت زوجته ترفل في هذا النعيم شاكرة المولى عز وجل على ما رزقها من البنين والبنات وعلى ما أوسع على زوجها من الرزق. وجاءت بداية الابتلاء بأن مات كل أهله إلا زوجته، وابتلي في جسده بأنواع عدة من الأمراض، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما المولى عز وجل، وهو في ذلك كله صابر محتسب، يذكر الخالق في ليله ونهاره وصبحه ومسائه، ثم طال مرضه وانقطع عنه الناس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته التي ضعف حالها وقل مالها، حتى باتت تخدم في البيوت بالأجر؛ لتطعم زوجها المريض، تفعل ذلك وهي الزوجة الصابرة المحتسبة، وكلما زاد الألم بأيوب؛ زاد صبره وحمد الله وشكره على قضائه. أما الزوجة الوفية فقد عاشت مع زوجها محنته طوال ثمانية عشر عامًا، فكانت مثالا للمرأة البارة بزوجها الحانية عليه. وهكذا ورغم المرض الشديد والابتلاء القاسي الذي تعرض له نبي الله أيوب عليه السلام، إلا أنه كان ذا قلب راض وصابر، ولم يسخط لحظة واحدة، ولذلك وصفه المولى عز وجل بقوله: إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ [ص:44] أي تواب رجاع مطيع، وسئل سفيان الثوري عن عبدين أبتلي أحدهما فصبر وأنعم على الآخر فشكر، فقال: كلاهما سواء؛ لأن الله تعالى أثنى على عبدين أحدهما صابر والآخر شاكر ثناء واحدا، فقال في وصف أيوب: نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ. وقال في وصف سليمان نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ. وبعد كل هذه المعاناة توجه أيوب إلى ربه بالدعاء، يطلب منه كشف ما به من بلاء أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [الأنبياء:83] و أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ [ص:41]. واستجاب الله دعاءه، وكشف عنه بلاءه، بقدرته سبحانه التي لا حدود لها، الذي يقول للشيء كن فيكون، عندئذ جاء الفرج الإلهي بوصفة ربانية بقوله تعالى: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ص:42] فلقد أمر الله نبيه عليه السلام أن يضرب برجله الأرض، التي نبع منها الماء العذب، فشرب منه ليشفي من كل الأمراض التي في بطنه، ثم اغتسل فشفاه الله من كل ما كان يعانيه من ظاهر جسده. رجع أيوب إلى زوجته يمشي على قدميه، وهو في حالة من الصحة والنشاط، فلما رأته الزوجة الصابرة لم تعرفه، رغم أنها رأت فيه شبهًا لزوجها قبل أن يفتك به المرض، فسألته: هل رأى زوجها المريض المبتلى؟ وذكرت له ما لاحظته من شبه بينهما أيام كان صحيحا، فقال لها نبي الله إنه هو أيوب، وأن الله شفاه من كل ما أصابه، ثم أفاض الله عليه من نعمائه بقوله تعالى: وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ، فأرغد الله سبحانه وتعالى على أهله العيش فزاد نسلهم حتى بلغ عددهم عدد من مضي، فكان له ضعف ما كان، وكما رد الله عليه عافيته وصحته رد عليه ضعفي المال الذي فقده، وضعفي ما كان عنده من الأولاد. فانظر أيها اليائس وتفكر هل أصابك من الضر مثل ما أصاب أيوب عليه السلام؟ هل فقدت جميع أولادك وبناتك؟ هل فقدت كل مالك؟ هل فقدت صحتك وعافيتك؟ هل تنكر كل الناس لك؟ هل لبثت في الابتلاء سنين وراء سنين صابرًا محتسبا مثل أيوب عليه السلام؟ أما آن لك أيها اليائس البائس أن ترفع يديك بالدعاء إلى ربك أن يعفو عنك, حين قنطت من رحمته ويئست من فرجه ويسره...! *ارفع عينيك إلى السماء وقل يا رب.. امنحني الأمل وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك. *ارفع عينيك إلى السماء وقل يا رب.. امنحني الأمل وفرج كربي فأنت وحدك القادر على ذلك. وقل كما قال أيوب عليه السلام أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ | |
|
elngomy
العمر : 39 رقم العضوية : 51397 عدد المشاركات : 3 نقاط النشاط : 4486 التقييم : 0 الجنس : من :
| موضوع: رد: هكذا هزموا اليأس (2) 10/9/2012, 4:22 pm | |
| يأخى فى الله والله إن موضوعك هذا ليشحذ الهمم ويقوى النفس ويذهب اليأس ويجددالأمل ويبعث السكينة فجزاك الله به خير الجزاء | |
|
حمزة القناوي
العمر : 42 رقم العضوية : 41307 عدد المشاركات : 1395 نقاط النشاط : 8204 التقييم : 67 الجنس : من : وسام البحيرة :
| موضوع: رد: هكذا هزموا اليأس (2) 10/9/2012, 10:03 pm | |
| أشكرك أخي فكل منا يمر بلحظات عصيبة ولابد لنا من أمل في علاجها | |
|